غارات الحوثي الغاشمة.. مساكن تعز ومستشفيات الحديدة
كثَّفت المليشيات الحوثية في الساعات الماضية من جرائمها الإرهابية التي تعادي الإنسانية ويدفع المدنيون ثمنًا باهظًا من جرائمها، لتبرهن على وجهها المتطرف، وتفرض كثيرًا من الأحاديث عن تدخل دولي يردع المليشيات وينفذ السكان.
ففي هجوم ليس بالجديد في إجرامه وحشيته، شنّت مليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، هجومًا عنيفًا على الأحياء السكنية شرقي مدينة تعز.
مصادر محلية قالت إنّ المليشيات الحوثية قصفت الأحياء السكنية شرقي مدينة تعز بقذائف الهاون.
في الوقت نفسه وفي منطقة ومحافظة أخرى، كانت المليشيات تمارس هواياتها المعتادة وهو قصف المستفشيات وقد كان ذلك تحديدًا في محافظة الحديدة.
المليشيات الحوثية شنّت في الساعات الماضية، غارات استهدفت مستشفى مدينة التحيتا بالحديدة، بحسب مصادر محلية لم توضح الأضرار التي لحقت بالمستشفى جراء الاستهداف الحوثي.
هذا الهجوم الحوثي ينضم إلى سلسلة طويلة من الأعمال الغادرة التي وثّقتها التقارير الدولية بعدما وسّعت المليشيات من استهدافها للمنشآت الصحية والطبية.
فقبل نحو أسبوع، أقدمت المليشيات الحوثية على استهداف المستشفى السعودي الميداني والمستشفى الحكومي بمنطقة الجفرة في مفرق الجوف.
الجريمة الحوثية قوبلت باستهجان دولي، حيث عبَّرت الأمم المتحدة عن إدانتها لهذا الاستهداف الحوثي، وقال مكتب المنظمة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان، إنّ المرفقين تعرضا لأضرار بالغة، حيث تعرضت عدة أقسام بمستشفى الجفرا إلى أضرار بالغة بما فيها قسم العناية المركزة والعلاج الطبيعي والصيدلية.
وأضاف البيان أنّ المستشفى السعودي الميداني، وهو عبارة عن عيادة متنقلة، فتعرض لأضرار هيكلية إضافة إلى إصابة أحد المسعفين، مشيرًا إلى أنّه تم إغلاق المشفيين حرصًا على سلامة العاملين والمرضى.
من جانبها، قالت منسقة الشؤون الإنسانية ليز جراندي إنّ هذا الحادث خرق غير مقبول تمامًا للقانون الإنساني الدولي.
وذكر بيان "الأوتشا" أنّ المنظمات الإنسانية قدّمت مجموعات الإغاثة الطارئة التي تشمل غذاء ومواد نظافة وأدوات الإيواء ومواد أخرى ضرورية لنحو 884,1 أسرة، إضافة إلى توفير الخدمات المنقذة للأرواح من مياه وصرف صحي ونظافة وخدمات صحية وتغذوية وحماية اجتماعية.
الإقرار الأممي بالإرهاب الحوثي الذي استهدف المستشفيات مثّل خطوة شديدة الأهمية، لكنّها ستظل منقوصة طالما أنّ ذلك لا يتزامن مع إجراءات رادعة ضد المليشيات.
ويظل التعامل الأممي مع المليشيات الحوثية منقوصًا، فكثيرًا ما أصدرت الأمم المتحدة تقارير أدانت الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، لكنّ الأمم المتحدة لم تتخذ إجراءات رادعة ضد هذا الفصيل الإرهابي.
وفيما يتعلق تحديدًا بالقطاع الصحي، فكثيرًا ما أقدمت المليشيات الموالية لإيران على شن اعتداءات إرهابية على المستشفيات ما أسفر عن خروج أغلبها عن الخدمة، وهو الأمر الذي ضاعف من المأساة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
كما شنّت المليشيات هجومًا على مستشفى 22 مايو الواقع تحت رقابة نقاط الارتباط داخل مدينة الحديدة، حيث أطلقت ثلاث قذائف بي 10 على المستشفى مايو الواقع بالقرب من رقابة نقطة الارتباط الخامسة، ما خلف دمارًا هائلًا في المستشفى.
ودون أن يقتصر الأمر على قصف المستشفيات وتعطيل عملها وإخراجها عن الخدمة، فقد تسبَّبت المليشيات الحوثية في تفشي الكثير من الأمراض، التي أدّت إلى وفاة وإصابة الكثيرين، وأصبحت مُهدِّدة للحياة على مدار الوقت.
وبيّنت إحصائيات سابقة، أصدرتها الأمم المتحدة، حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش أكثر من 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.