محاضرات السيد.. طائفية حوثية تغزو مدارس الثانوية
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع قطاع التعليم ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
ففي جريمة حوثية جديدة لم تخلُ من الطائفية، أقدمت مليشيا الحوثي على إضافة مادة "محاضرات السيد" ضمن المنهج المقرر لطلاب الثانوية، في إطار استهدافها المتواصل للمناهج التعليمية وتفخيخ عقول الطلاب.
وقالت مصادر تربوية إنّ وزارة التربية والتعليم التي يديرها شقيق زعيم المليشيات يحيى الحوثي في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" أضافت مادة لطلاب الثانوية العامة بمستوياتهم الثلاثة، وهي عبارة عن محاضرات مصورة لزعيم المليشيات تبث داخل فصول الطلاب في شاشات كبيرة يوميًا منذ دخول الطلاب الساعة الثامنة صباحاً وحتى وقت الراحة.
وأضافت المصادر أنّ المشرفين الحوثيين في المدارس يطالبون الطلاب بتدوين نقاط لمناقشتها بعد انتهاء المحاضرات، الأمر الذي لاقى استياء واسع من قبل أولياء الأمور مما تقوم به المليشيات من تفخيخ ممنهج لعقول أبنائهم.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على فرض مناهج ذات طابع مذهبي على طلاب المدارس، بهدف التأثير عليهم وغسل أدمغتهم، الأمر الذي يهدد العملية التعليمية.
واستقبلت المليشيات الحوثية الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي، بالتزامن مع سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي اعتادت الجماعة على ارتكابها بحق ما تبقى من قطاع التعليم ومنتسبيه، في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرتها.
وكشفت مصادر تربوية في صنعاء أنّ من بين تلك التعميمات، إصدار المنطقة التعليمية الخاضعة لسلطة المليشيات في صنعاء تعميمًا جديدًا يلزم جميع طلبة المدارس في صنعاء بأداء "الصرخة الخمينية" في طابور الصباح.
وشدَّد التعميم الحوثي على ضرورة الالتزام بما تضمنه التعميم، في حين هدّدت المليشيات بعقوبات شديدة وصارمة ستتخذ ضد المخالفين.
وبحسب المصادر، فإنّ مديري ومديرات مدارس في صنعاء، سارعوا فور تلقيهم التوجيهات إلى إلزام طلابهم وطالباتهم بترديد "الصرخة" في طابور الصباح.
ومنذ أشهر، عمَّمت الميلشيات الحوثية صرختها في المؤسسات التعليمية بغية خلق جيل يدين بالولاء لها، وذلك من خلال على ترديد الصرخة خلال الطابور الصباحي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وعمَّمت المليشيات على إدارات المدارس تريد شعار الصرخة بعد أن تجاهلت بعض المدارس، ترديد الشعار ووجهت بإلزام جميع المدارس بترديد الشعار.
ويفرض الحوثيون الصرخة الخمينية في المدارس والمساجد، على اعتبار أنها جزء من الدين، تحت مفهوم الولاء والبراء، إلا أنهم يواجهون صعوبة بسبب رفض هذه الثقافة التي تتعارض مع ثقافة الوسطية الإسلامية.
وتطلب المليشيات الحوثية من التلاميذ ترديد شعارات الصرخة الخاصة بهم (الموت لأمريكا.. الموت إسرائيل)، ويحفزونهم على ضرورة المشاركة في القتال ومواجهة ما يسمونه "العدوان"، بعد تلقينهم دروساً تعبوية بلغة طائفية، ويحدثونهم حتى عن استخدام الأسلحة".
وفي وقتٍ سابق من فبراير الجاري، قامت المليشيات الحوثية بفصل طالب من مدرسة خاضعة لسيطرتها في صنعاء، لرفضه ترديد "الصرخة الخمينية" المستوردة من إيران.
وأقدم مدير مدرسة عبدالرزاق الصنعاني الإعدادية، المُعين من قِبل المليشيات، على فصل طالب يدرس بالصف الثاني الإعدادي، وذلك بسبب رفضه تردير شعار "الصرخة" الحوثية أثناء الطابور الصباحي.
وقام أحد المدرسين الموالين للمليشيات بضرب الطالب بالعصا لرفضه ترديد "الصرخة" الحوثية في محاولة لإرهاب الطلاب واجبارهم على ترديدها، فيما أقدم مدير المدرسة على سحب ملف الطالب نهائيًّا وسلمه لولي أمره بعد استدعائها.