الانتحار حرقًا وشنقًا ورصاصًا.. مدنيون يهربون من بطش الحوثي

السبت 22 فبراير 2020 17:46:16
الانتحار حرقًا وشنقًا ورصاصًا.. مدنيون يهربون من بطش الحوثي
أسفرت الجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، عن ارتفاع كبير في المعاناة النفسية التي تقود كثيرٍ من المدنيين للإقدام على الانتحار.
وهربًا من البطش الحوثي، لجأ كثيرٌ من السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات للانتحار، ولم تنحصر حالات الانتحار بين الشباب، فقد طالت كل الأعمار بمن فيهم المسنون، وتنوعت ما بين الشنق، والحرق، وإطلاق النار.
وتقول إحصائيات إنَّ أغلب المنتحرين تلقوا التعليم الأساسي، في حين جاء المنتحرون من فئة الأميين في المرتبة الثانية، بينما كان أقل عدد من المنتحرين هم ممن تلقوا التعليم الجامعي.
والانتحار بالأسلحة هو أكثر الطرق شيوعًا في حوادث الانتحار، يليها الانتحار عن طريق الشنق، ثم السقوط من أماكن مرتفعة، ثم الحرق بالنار، إلى جانب الانتحار عن طريق تناول مواد سامة.
ففي محافظة صنعاء أقدم شابٌ على حرق نفسه وسط حي سكني احتجاجًا على الوضع الاقتصادي المتردي واضطهاد الميليشيات الحوثية للمواطنين.
وفي محافظة إب، أقدم شاب عشريني على الانتحار بإلقاء نفسه من أعلى عمارة سكنية جنوبي المحافظة، كما أقدم رجل مسن على الانتحار شنقًا، بسبب تردي الوضع المعيشي الذي يعاني منه، على خلفية ما تسببت به الحرب التي أشعل فتيلها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًّا.
كما شهدت محافظة ذمار واقعة انتحار مواطن أطلق النار على نفسه، بعد أن ساءت ظروفه المعيشية وتعثر في توفير احتياجات أسرته من مواد إعاشة، ولم يتمكن من الحصول على فرصة عمل تساعده في توفير الطعام لأسرته.
وعبّر حقوقيون ونشطاء في منظمات المجتمع المدني في صنعاء عن قلقهم من تزايد أعداد المنتحرين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وحذّروا من مغبة مصادرة المليشيات لأملاك الناس، وفرضها جبايات كبيرة على السكان، في ظل انعدام فرص العمل أمام الآلاف الذين فقدوا رواتبهم.
ويؤكد مراقبون أنّ الممارسات القمعية والاضطهاد الذي تنتهجه المليشيات الحوثية هو السبب الأول لانتشار الانتحار في أوساط سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها الغاشمة.
ودوافع حالات الانتحار سببها الظلم الذي تمارسه مليشيا الحوثي اقتصاديًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا، إذ تعمدت المليشيات قطع رواتب الموظفين، وهو الأمر الذي خلف مشاكل أسرية وضغوطاً اقتصادية أوجدت اختلالات نفسية.
وحالات الانتحار في مناطق سيطرة الحوثيين في تصاعد مستمر جراء الممارسات الابتزازية للمليشيات التي نهبت كل المقدرات وأثقلت كاهل المواطنين بالجبايات والضرائب والتحصيلات المالية التي لا تنتهي. 
وفي حين تتكتم الأجهزة الحوثية على حجم حالات الانتحار في مناطق سيطرتها، أفادت مصادر محلية وأمنية في بأنّ صنعاء تتصدر المدن في حوادث الانتحار، تليها محافظات إب، وتعز، والحديدة، وحجة، وذما، والمحويت.