التواجد الإيراني في السواحل اليمنية وخطره على اليمن و المنطقة

تسعى إيران للسيطرة على الممر الملاحي الدولي في باب المندب للتحكم بالتجارة العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب، وللتمكين من الوصول إلى هذا الهدف الإستراتيجي لجأت ايران الى دعم وتسليح مليشيات الحوثي الحليف لها في اليمن لتنفيذ هذا المخطط ولو على المدى البعيد، ففي كل مرة يحاول الحوثيون إظهار  عدم صلتهم بإيران سياسيا او عسكريا أو دينيا خوفا من تركيز العالم عليهم من ان الحقيقة باتت معروفة للجميع.

أصبحت مليشيات الحوثي إيرانية بامتياز وتسعى لتنفيذ مخططات السيطرة على اليمن شمالا وجنوبا بأدوات محلية تنفذ كل ما يملى عليها ولم يعد الخطر ان الحوثيين يقطنون بالقرب من الحدود السعودية ويهددون امنها القومي فحسب بل منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر ٢٠١٤ أصبحوا يشكلون قوة عسكرية لا يستهان بها، وتلك القوة مكنتهم من السيطرة على كافة المحافظات اليمنية خلال أيام، وكان لتدخل التحالف العربي بعاصفة الحزم أثر قوي وبالغ الأهمية لإخماد تلك المليشيات ومنعها من التمدد والسيطرة على المزيد من المناطق، فمنذ انطلاق عاصفة الحزم في ٢٦ مارس ٢٠١٥ هب العديد من أبناء المحافظات الجنوبية للتصدي لذلك التمدد الإيراني الخطير في المحافظات الجنوبية ذات السواحل الغريبة من باب المندب وخاض الجنوبيون الى جانب قوات التحالف العربي صراعا شرسا أدى في النهاية لتحرير  المحافظات الجنوبية وأجزاء واسعة من الساحل الغربي .

ولاستشعارهم بالخطر لم يكتفي الجنوبيون عند هذا الحد بل ذهبوا مع قوات التحالف لخوض الحرب في عمق المناطق الشمالية وخاصة السواحل اليمنية الغربية القريبة من مضيق باب المندب وحققت المقاومة الجنوبية بدعم وإسناد بري وجوي من قوات التحالف العربي - خلال فترة وجيزة - إنجازات كبيرة من خلال السيطرة على جزيرة ميون القريبة من مضيق باب المندب نهاية ٢٠١٥ وتم القضاء على مليشيات الحوثي الإيرانية التي ظلت مسيطرة على الجزيرة وتهدد الأمن الإقليمي.

وبعدها سيطرت قوات المقاومة الجنوبية وبدعم من القوات وإسناد من القوات الإماراتية على أجزاء واسعة من الساحل الغربي واستطاعت من استعادة ميناء المخا الذي كانت تتخذه مليشيا الحوثي الإيرانية مكانا لتهريب الأسلحة من إيران عبر القرن الإفريقي،

وبالسيطرة على ميناء المخا جن جنون المليشيا وظلت تهاجم المدينة بمختلف أنواع الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع.

وكانت مصادر قد أشارت إلى ان الحوثيين اثناء سيطرتهم على صنعاء في نهاية ٢٠١٤ كانت الخطوط الجوية اليمنية تسير ١٤ في الأسبوع الواحد بين صنعاء - إيران ، وتوقع مراقبون ان تلك الرحلات كانت تنقل أسلحة نوعية وجلب خبراء ايرانيين يعملون مع المليشيات في تصنيع الصواريخ بعيدة المدى، حيث استهدف احد تلك الصواريخ مكة المكرمة العام الماضي.

وهذا يقرر بما لا يدع مجالا للشك ان جماعة الحوثي الإيرانية باتت خطر يهدد أمن المنطقة والعالم خصوصا اذا طال بقاءها باستمرار وصول الأسلحة المهربة إليها من إيران.

وفيما يخص الأصوات التي تطالب الجنوبيون من عدم المشاركة بالقتال في الساحل الغربي نود الإيضاح والإشارة الى ان بقاء الحوثي مسيطرا على الساحل الغربي القريب من الحدود بين الجنوب والشمال معناه بقاء الخطر وستظل المحافظات الجنوبية غير آمنة وبإمكانه من التوغل فيها بأي لحظة إلا ان نقل المعركة بعيدا وتقليص نفوذ تلك المليشيات هو الحل الناجع الذي قد يؤدي حصارها ان لم يكن استئصالها.