لماذا استعرت الاغتيالات الإخوانية في الجنوب؟
في مخطط غاشم يستهدف النيل من أمن واستقرار الجنوب على صعيد واسع، كثرت عمليات الاغتيال خلال الأيام الماضية في محافظات عدة بالجنوب، تنفذها في الأغلب عناصر مسلحة تابعة لحزب الإصلاح الإخواني.
ففي الساعات الماضية، شهدت محافظة حضرموت ثلاث عمليات اغتيال، إحداها اغتيال جندي في مدينة سيئون، حيث قالت مصادر محلية إنّ مسلحين مجهولين اغتالوا مرافق مدير أمن مديرية سيئون الجندي محمد صالح صويلح، وهو من ابناء محافظة أبين
وأطلق المسلحون النيران على الجندي بداخل صيدلية بن جديد بوسط سوق المدينة، ثم لاذوا بالفرار.
وفي عملية ثانية، أقدم مسلحون على اغتيال مواطن يدعى ماجد باتيس في شارع الورش بوسط القطن، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وأوضحت مصادر مطلعة أنّ المواطن الثلاثيني كان يمارس عمله المعتاد في محل مملوك له يبيع الأدوات الكهربائية لحظة مقتله.
وفي حادثة ثالثة قتل طالب وأصيب أربعة آخرون، بينهم اثنان بحالة خطرة عقب إطلاق مسلح على دراجة النيران عليهم عقب خروجهم من المعهد الصحي بمنطقة تريس بمدينة سيئون.
تفاقم ظاهرة الاغتيالات في الجنوب يعود إلى مخطط إخواني غاشم يستهدف النيل من أمنه واستقراره على مختلف الأصعدة، عبر افتعال أزمات أمنية واسعة تقود إلى فوضى عارمة فيما بعد.
أحدث ضحايا هذا المخطط الإخواني هو نائب قائد التدخل السريع في أحور محمد هادي الهامل "أبو إسحاق" الذي استشهد متأثرًا بإصابته التي وقعت له جراء هجوم مليشيا الإخوان على نقطة أمنية شرقي المدينة.
وتوفي "أبو إسحاق"، بعدما فشلت محاولات إسعافه داخل مستشفى مدينة أحور.
وقبل أيام أيضًا، استشهد رشاد صالح السعدي أبو راغب قائد سرية في قوات الحزام الأمني في القطاع الشرقي بالعاصمة عدن متأثرًا بإصابته جرّاء عملية إرهابية غادرة في مديرية خورمكسر.
ويمكن القول إنّ إقدام المليشيات الإخوانية على نشر سياسة الاغتيالات في الجنوب يُعبِّر عن فشل واضح في احتلال الجنوب وفق المفاهيم المعتادة، وذلك عبر تحريك عناصرها الإرهابية المسلحة للسيطرة على الجنوب، حيث أبلت القوات المسلحة الجنوبية أعظم البلاء في الدفاع عن أراضيها والتصدي للأعداء.
وضمن المخطط الذي يستهدف الجنوب أيضًا، عثرت الجهات الأمنية في العاصمة عدن قبل أيام، على كمية من المقذوفات والصواعق خلال أعمال التمشيط اليومية بالبريقة.
وفي الفترة الأخيرة، قام حزب الإصلاح الإخواني المخترق لحكومة الشرعية، بإدخال عناصر إرهابية تابعة له، إضافة إلى مسلحين من تنظيم القاعدة إلى العاصمة عدن، وذلك تحت مبرر صرف مرتباتهم.
وتبيّن أنّ هذه العناصر سيتم إدخالها إلى عدن بدون أسلحة سواء ثقيلة أو متوسطة، لكن سيتم تسليحها بعد وصولها للعاصمة، وهم يرتدون أزياء مدنية ويتجمعون في نقاط تم تحديدها مسبقًا.
دخول هذه العناصر الإرهابية عدن تحت زعم تسلم الرواتب، حجة إخوانية لزعزعة أمن الجنوب والنيل من أمنه واستقراره في مخطط مفضوح يقوم على عدة محاور، لكنّ الهدف النهائي هو زعزعة استقرار الجنوب.
يبرهن كل ذلك على أنّ المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية تعمل على مدار الوقت، على استهداف الجنوب وزعزعة أمنه واستقراره، عملًا على إفشال اتفاق الرياض الذي يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية من خلال استئصال نفوذ حزب الإصلاح الإخواني سياسيًّا وعسكريًّا.