الإخوان والإعلام.. مليشياتٌ تُسكِت صوت الحقيقة
تواصل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، العمل على استهداف وسائل الإعلام؛ عملًا على إخفاء الجرائم التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
وأصبحت صحيفة الشارع التي تصدر في تعز، عنوانًا للاستهداف المتواصل من قِبل مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، بعدما كانت الصحيفة قد نشرت العديد من التقارير حول إرهاب وفساد الإخوان.
وفي جريمة إخوانية جديدة استهدفت التنكيل بحرية الصحيفة، منعت قوة عسكرية تابعة لميليشيات حزب الإصلاح صحيفة "الشارع" من الوصول إلى مكتبات وأكشاك بيع الصحف في مدينة تعز، وصادرت الأعداد المخصصة للمدينة واعتدت على الموزع واحتجزت أوراقه الرسمية.
وكانت صحيفة "الشارع" قد عاودت الصدور في العاصمة عدن في نوفمبر الماضي، بعد إغلاقها في صنعاء لسنوات من قبل المليشيات الحوثية الذين فرضوا على وسائل الإعلام في العاصمة، الولاء أو الإغلاق، واضطر الكثير من الصحافيين إلى مغادرة المدينة بسبب الانتهاكات والتهديدات المتواصلة.
ورغم المدة القصيرة لعودتها إلا أنها تواجه للمرة الثالثة المصادرة واحتجاز الموزعين من قبل مليشيا حزب الإصلاح في تعز، إضافة إلى هجمات من قبل المنابر القطرية واليمنية الموالية للإخوان، بسبب تغطيتها الإخبارية وانتقادها للقيادات العسكرية في مدينة تعز.
وشهد شهر فبراير الجاري تصعيدًا من قِبل الميليشيات الإخوانية في انتهاكاتها وجرائمها بحق الإعلاميين والصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة في تعز وبقية المدن القابعة تحت سيطرتها.
وكشفت مصادر مطلعة عن جملة من الجرائم والانتهاكات التي مارستها المليشيات الإخوانية ضد إعلاميين وصحفيين وناشطين، وكذا وسائل إعلام محلية.
وتنوعت الانتهاكات الإخوانية ما بين القتل والإصابة، والاعتقال، والاعتداء، والإخفاء القسري، والمنع من مزاولة العمل والتصوير، والتهديد بالأذى والعنف والتعذيب، وإحالة للمحاكمات ومصادرة الممتلكات.
وسجلت تقارير عدة انتهاكات عدة ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال العام الماضي، منها القتل والاخفاء في سجون تعز ومأرب السرية، كما تعددت بقية الانتهاكات بين الإصابة والاختطاف والاعتداء واستهداف المؤسسات الإعلامية وغيرها.
وتأتي الانتهاكات الإخوانية في ظل ظروف وبيئة خطرة وعدائية تعيشها حرية الرأي والتعبير في اليمن، تُنتهج من خلالها سياسة العنف والقمع الممنهجين تجاه الصحافة والصحفيين.
ووثَّقت المئات من حالات الانتهاك التي ارتكبت بحق صحفيين، حيث أنَّ مرتكبي هذه الانتهاكات أظهروا خصومة شديدة تجاه الحريات الصحفية، وانتهجوا سياسة تنكيل وتخوين تجاه كل صاحب رأي ومناوئ لها.
وكانت مليشيا حزب الإصلاح في محافظة تعز قد أقدمت على اعتقال الصحفي مروان مقبل، بحسب مصادر مطلعة كشفت لـ"المشهد العربي" عن قيام قوة تابعة لمليشيا الإخوان باعتقال الصحفي، وأودعته سجن قوات النجدة في المدينة.
وأرجعت المصادر اعتقال الصحفي مروان، إلى منشور على صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه تدهور الأوضاع في المدينة تحت سيطرة مليشيا الإخوان.
وهذا الشهر أيضًا، أقدمت المليشيات الإخوانية على اعتقال الصحفي عبدالسلام القيسي في منطقة الحصب غربي مدينة تعز، عقب عودته من الساحل الغربي، لكنّها أطلقت سراحه بعد إيقافه عدة ساعات والتحقيق معه.
الجرائم الإخوانية ضد وسائل الإعلام أثار غضبًا دوليًّا، حيث علّقت منظمة "مراسلون بلا حدود" على واقعة استهداف صحيفة الشارع، قائلةً: "يجب على أعضاء مليشيا الإصلاح التوقف فورًا عن التدخل في عملية توزيع جريدة الشارع ومنع نقل الأخبار.. يجب أن يكون باستطاعة الصحفيين العمل في ظروف جيدة وأن يتمكن القراء من الوصول بحرية إلى ثمار عمل وسائل الإعلام للحصول على معلومات حرة وتعددية".
وأضافت المنظمة الدولية: "وأوضحت المنظمة الدولية أنّ جريدة الشارع كانت قد نشرت بانتظام معلومات عن فساد مسؤولين محليين كما شرعت في سلسلة من التحقيقات حول قضايا متعلقة ببعض زعماء مليشيا الإصلاح".