حقيقة الحرب الراسخة.. بين جنوب يحارب الإرهاب وشرعية تدعمه
أظهرت مجريات الأمور وتطورات الأزمة الفارق الكبير بين القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي، وحكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، فيما يتعلق بالتكاتف مع التحالف العربي في مكافحة المشروع الحوثي الإيراني، والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
المجلس الانتقالي يقف إلى جانب التحالف العربي منذ اليوم الأول، وقد أبلى أحسن البلاء في التصدي للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها المليشيات الحوثية، مُقدّمًا خيرة شبابه وأبنائه الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل تحرير أرضهم و"أرض غيرهم" من الجماعات المتطرفة.
لا يقتصر الأمر على الصعيد العسكري، بل وقف الجنوب ملتزمًا مع التحالف سياسيًّا أيضًا، ولا أدل على ذلك من مشاركة المجلس الانتقالي الفاعلة في الاجتماعات التي عقدت بمدينة جدة السعودية وأفضت إلى اتفاق الرياض مع حكومة الشرعية.
مشاركة "الانتقالي" في الاجتماعات كانت بمثابة التزام من القيادة الجنوبية بحرصها على إنجاح جهود التحالف في الحرب على الحوثيين، بعدما عملت حكومة الشرعية على عرقلة سير الحرب للحفاظ على مصالحها.
يتفق مع ذلك رئيس دائرة الشباب والطلاب بالمجلس الانتقالي الجنوبي بيافع فضل محسن الشطيري الذي قال إنّ أبناء الجنوب مع مشروع التحالف العربي بقيادة السعودية.
وغرَّد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أبناء الجنوب العربي أثبتوا طيلة الـ 5 سنوات أنهم مع مشروع التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية".
وتساءل: "إلى متى سيظل أبناء الجنوب تحت مطرقة فساد حكومة الشرعية الإخوانجية وسَنْدَانُ حرب تحرير الشمال من حكومة الحوثي الشيعية؟"
وحذر الشطيري من خيانة حكومة الشرعية للمملكة العربية السعودية، مؤكدا أن "حكومة الشرعية تخون السعودية".
في المقابل، فإنّ الوقائع تثبت على الأرض أنّ حكومة الشرعية تعادي التحالف العربي وتسير بعيدًا عن أهدافه، وذلك من خلال تنسيقها وتقاربها مع المليشيات الحوثية من جانب، بالإضافة إلى التشكيك في التحالف ومحاولة إلصاق أي فشل ميداني به.
هذا العبث الذي تمارسه حكومة الشرعية لخّصه أحمد عبيد بن دغر مستشار الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، الذي حاول تحسين صورة حكومة الشرعية وإلصاق التهمة إلى التحالف العربي بعد سيطرة الحوثيين على الجوف، وذلك على الرغم من الجهود العظيمة التي قدّمها التحالف ودعمه الكبير لحكومة الشرعية طوال السنوات الماضية.
تصريحات "بن دغر" حملت كثيرًا من "التبجُّح"، وبرهنت على أنّ هذه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، تمارس عبثًا حادًا وتغيب عنها الرؤية بشكل كامل في إدارة الأزمة الراهنة.
وبشكل مفضوح، لوّح "بن دغر" بمسؤولية التحالف العربي عن أي تقدم حوثي في الفترة المقبلة، ضمن محاولات الشرعية لتحسين صورتها التي شُوِّهت أمام العالم أجمع بسبب جرائمها "الفظيعة".
ومن المؤكّد أنّ محاولات الشرعية لتغيير بوصلة الحقيقة ومخادعة العالم بشأن مجريات الأزمة ستبوأ بالفشل، فالحكومة التي تُنفِّذ أجندة قطرية - تركية قد فُضِح أمرها وأنّها سببٌ رئيسٌ في تعقيد الأزمة وإطالة أمد الحرب.