بعد فضائح الشرعية.. لماذا أصبح من اللازم تغيير المسار؟

السبت 7 مارس 2020 18:59:50
 بعد فضائح الشرعية.. لماذا أصبح من اللازم تغيير المسار؟

يبدو أنّ الأمور تتجه في المرحلة المقبلة إلى تغييرات جذرية في المشهد، ستكون ذات تأثيرات إيجابية كبيرة فيما يتعلق بجهود التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية.

فقد كانت سيطرة المليشياتى الحوثية على محافظة الجوف في الأيام القليلة الماضية نقطة حاسمة في أن تتضح الأمور أمام كافة الأطراف، وكيف أنّ حكومة الشرعية تحالفت مع الحوثيين وتآمرت معهم لتوسيع نفوذ المليشيات ومعاداة التحالف بشكل واضح وصريح.

وصحيحٌ أنّ حكومة الشرعية مارست الكثير من الخيانات طوال السنوات الماضية وسلّمت عديد المواقع للحوثيين وكانت حجر عثرة أمام حسم الحرب، فإنّ وصول الأمر إلى التشكيك في التحالف وتوجيه الاتهامات له ومحاولة إلصاق الفشل به، فكل ذلك عبث من الشرعية أصبح غير محتمل على الإطلاق.

الحديث يتعلق عن تصريحات أحمد عبيد بن دغر مستشار الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، التي تضمّنت إعلانًا رسميًّا وصريحًا من حكومة الشرعية بمعاداة التحالف العربي، والتشكيك في جهوده ومحاولة اتهامه بالفشل، وذلك على الرغم من الجهود العظيمة التي قدّمها التحالف ودعمه الكبير لحكومة الشرعية طوال السنوات الماضية.

تصريحات "بن دغر" حملت كثيرًا من "التبجُّح"، وبرهنت على أنّ هذه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، تمارس عبثًا حادًا وتغيب عنها الرؤية بشكل كامل في إدارة الأزمة الراهنة.

وبشكل مفضوح، لوّح "بن دغر" بمسؤولية التحالف العربي عن أي تقدم حوثي في الفترة المقبلة، ضمن محاولات الشرعية لتحسين صورتها التي شُوِّهت أمام العالم أجمع بسبب جرائمها "الفظيعة".

يُشير كل ذلك إلى أنّه أصبح من غير المقبول أن تستمر حكومة الشرعية بوضعها الراهن، وأنّ التحالف العربي مطالبٌ الآن بمراجعة سياساته مع الحكومة المخترقة إخوانيًّا وأن ينتبه جيدًا للمؤامرة التي تُحاك ضده من قِبل "الشرعية".

تعبيرًا عن ذلك، فقد ربطت صحيفة "العرب" اللندنية، بين تجدد الاتهامات للتحالف العربي من قبل عناصر يمنية على علاقة بمليشيا الإخوان، وبين أنباء تغيير قيادة التحالف سياستها تجاه حكومة الشرعية.

الصحيفة قالت إنّ الاتهامات التي وجهها بعض الشخصيات المرتبطة بمليشيا الإخوان للتحالف هو تأكيد على حالة الارتباك التي يعاني منها معسكر حكومة الشرعية.

وأضافت أنّ التحالف يعتزم تغيير سياساته تجاه حالة الترهل والفشل في حكومة الشرعية، واعتبرت أنّ التغير في سياسات التحالف الهدف منه هو البحث عن مسارات جديدة لمواجهة المشروع الإيراني.