الدروع البشرية في الدريهمي.. وجهٌ آخر لـ الفظاعة الحوثية
واصلت المليشيات الحوثية جرائمها التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، على النحو الذي خلّف وضعًا شديد المأساوية.
ففي جرائم جديدة، رفضت مليشيا الحوثي عرضًا أمميًّا لإنهاء مأساة المدنيين في مدينة الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، في الساحل الغربي.
مصادر مطلعة قالت إنّ بعثة الأمم المتحدة في المحافظة سعت خلال الأيام القليلة الماضية، مجددًا لمفاوضة المليشيات بمقترح يقضي بالسماح لممثلين عن منظمات أممية بدخول مدينة الدريهمي لمقابلة ما بقي من أسر فيها وتلمس أوضاعهم واحتياجاتهم وتوفير ممر آمن لإجلاء من يرغب منهم بالمغادرة.
وأضافت المصادر أنّ المليشيات الموالية لإيران تسعى لاستمرار المتاجرة بقضية الدريهمي لغرض الإبقاء على ممر لتدفق تعزيزات السلاح والمقاتلين تحت يافطة إنسانية تتعلق بمدنيين، تتخذهم المليشيا دروعًا بشرية وأداة للعويل الإنساني والإعلامي.
وسبق للقوات المشتركة فتح ممر آمن لفريق من الصليب الأحمر الدولي سعى لإدخال مساعدات غذائية لمن تبقى من المدنيين في الدريهمي واللقاء بهم لإجلاء الراغبين إلى مناطق آمنة إلا أن المليشيا الحوثية المتحصنة بين بقية السكان في المدينة أخذت قافلة المساعدات عند مشارف المدينة ومنعت الفريق من الدخول ولقاء من تبقى من الأسر هناك.
إقدام المليشيات الحوثية على هذا الأمر يبرهن على أنّ هذا الفصيل الإرهابي يسعى لإطالة أمد الحرب، والزج بالمدنيين إلى الجبهات وإجبارهم على الانخراط بالقتال عبر الصفوف الأمامية.
على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الانتهاكات والجرائم، مُخلِّفةً وراءها حالة إنسانية شديدة البشاعة.
في الأسبوعيين الماضيين على وجه التحديد، ارتكبت المليشيات الموالية لإيران ارتكاب أكثر من 100 انتهاك بحق المدنيين، تنوّعت بين قتل واختطاف وتدمير منازل ومدارس.
الانتهاكات الحوثية طالت بالدرجة الأولى السجناء جراء عمليات تعذيب واعتداءات جسدية شديدة، ولم تكتفِ المليشيات بذلك لكنها حولت المدنيين إلى دروع بشرية لتنفيذ جرائهما.
وأقدمت المليشيات على تفجير مئات المنازل في مختلف المحافظات، إضافة إلى تفجيرها عشرات المساجد والمدارس والمباني ومدارس تحفيظ القرآن.
وكشفت تقارير رسمية أنَّ المليشيات الحوثية فجَّرت 1000 منزل من منازل معارضيها، بواقع 160 منزلًا في تعز، و125 منزلًا في إب، و123 منزلًا في البيضاء، و82 منزلًا في لحج، و67 منزلًا في صنعاء، و62 منزلًا في ذمار، و49 منزلًا في عمران، و43 منزلًا في الجوف، و42 منزلًا في مأرب، و40 منزلًا في الضالع، و31 منزلًا في حجة، و19 منزلًا في الحديدة، و14 منزلًا في صعدة، و13 منزلًا في البيضاء، و12 منزلًا في أبين، وخمسة منازل في العاصمة عدن، وأربعة منازل في حضرموت، ومنزل واحد في مأرب.
هذه الجرائم الحوثية التي تُمثّل جرائم حرب مروِّعة ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي على مدار السنوات الماضية دون أن يلقى جزاءً رادعًا من قِبل المجتمع الدولي.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية تستهدف من وراء هذه الجرائم ترهيب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها ومنع ظهور أي حركات معارضة لها، لا سيّما أنّ المليشيات كثيرًا من تتخوف من اندلاع مثل هذه التحركات في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي صنعتها، ويعاني منها ملايين السكان.