بقرار عنصري.. مليشيا الإصلاح توجه قبلة النازحين إلى الجنوب
في الوقت الذي تسببت فيه مليشيات إخوان الشرعية بأزمات عسكرية إنسانية عدة في محافظات الشمال نتيجة تخاذلها وإقدامها على تسليم الجبهات للمليشيات الحوثية ترفض تحمّل مسؤولية فشلها، بعد أن رفضت استقبال النازحين في محافظة تعز التي تهمين عليها، تحت ذريعة منع تسلل العناصر الحوثية إلى المحافظة.
وتبرهن مواقف الشرعية السابقة وتنسيقها المستمر مع المليشيات الحوثية على أن قرارها يستهدف بالأساس إثارة فوضى أمنية في الجنوب الذي استقبل مئات الآلاف من النازحين خلال الأشهر والسنوات الماضية، إذ أن توجيه قبلة النازحين نحو الجنوب يستهدف إحداث تغييراً ديموغرافياَ تبحث عنه بصحبة المليشيات الحوثية حتى تتمكن من اختراق الجنوب وإسقاط مشروعه القومي الذي يتمثل في استعادة الدولة.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية تسعى لتحميل الجنوب والتحالف العربي فاتورة فشلها في الوقت الذي تعطلت فيه نشاطاتها الإدارية في غالبية محافظات الجنوب تحديداً، وأضحى المجلس الانتقالي يتحمل عبئ توفير الخدمات إلى المواطنين الأبرياء وكذلك رعاية النازحين الذين انتشروا في محافظات عدة.
وأضحى الجنوب يتحمّل العبء الأكبر في المعركة المستمرة مع المليشيات الحوثية سواء كان ذلك عسكرياً في مختلف الجبهات، والتي تخلف يومياً قوافل من الشهداء والجرحى، أو اقتصاديا وأمنياً، من خلال تحوله إلى قبلة للاجئين والنازحين من مختلف محافظات الشمال والمقدرة أعدادهم بالملايين، وما يترتب على ذلك من التزامات تأتي على حساب معيشة المواطن الجنوبي.
وقررت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، في محافظة تعز، منع دخول الوافدين من محافظات إب وذمار وصنعاء وعمران وصعدة وحجة، إلا بضمانة أحد سكان المدينة، تحت دعوى منع تسلل عناصر حوثية.
وكشف مصدر مطلع عن تعليمات من سلطات المليشيات الإخوانية، إلى الفنادق بعدم تسكين أي شخص من خارج تعز، إلا بتصريح من أقسام الشرطة في المدينة، موضحاً أن التعليمات الإخوانية شملت سائقي الحافلات والدراجات النارية والعاملين في القطاع التجاري، بالإضافة إلى منع تأجير المنازل والمحال التجارية دون موافقة أمنية.
وأضاف أن مليشيا الإخوان طلبت من عقال الحارات موافاتها بقاعدة بيانات عن كل السكان من أبناء المحافظات المذكورة.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر محلي عن تخصيص المليشيا مندوبا في فرزة المخا في بيرباشا، لرفع أسماء كل المسافرين إلى الساحل الغربي، والواصلين من المخا، قبل دخولهم تعز.
ووجهت قيادات جنوبية عدة رسائل مهمة إلى أبناء الجنوب وطالبوهم بالوقوف صفا واحدا لحماية الأمن القومي الجنوبي والتعامل بحذر مع أي حشود بشرية قادمة من المحافظات اليمنية باعتبارها خطة سمجة متفق عليها بين قيادات مليشيات الإصلاح وقيادات الحوثي الإرهابية بعد أن قامت الأولى بتسليم الجبهات للعناصر المدعومة من إيران.
ويدرك التحالف العربي خطورة توافد أعداد كبيرة من النازحين إلى الجنوب وهو ما دفعه إلى البحث عن توفير مناطق آمنة لإيواء النازحين من محافظة الجوف في مأرب، وزع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مساعدات غذائية وإيوائية على النازحين من الجوف إلى مأرب.