مات عفاش ولم تمت العفشنة!
د. سعيد الجريري
- لا مستقبل لوطن يضرب فيه المعلم !
- لسنا شرقاً ولا جنوباً لليمن السياسي وكهنوته
- أنور الحوثري من غرابة "الامبريالية" إلى غربة الدار
- حضرموت النفط .. السرطان .. العاهات
حتى وهم على شفا المجهول ..
يستشرفون يمن ما بعد الحرب في اسطنبول
تابعت الجلسة الأولى من مؤتمر "يمن ما بعد الحرب.. رؤية استشرافية" الذي تنظمه مؤسسة توكل كرمان الدولية، في تركيا، على قناة بلقيس اليمنية، بدافع الفضول، لعلي أسمع من يقارب موضوعياً التحولات الدراماتيكية في جبهاتهم التي يهربون منها على الأرض وفي المؤتمرات، لكني لم أصغ إلا لشيء من الطرح المنطقي إلى حد بعيد للأخ مروان الغفوري الذي كان صوتاً نشازاً في نظرهم، وعلل نشازه المفترض أحد المتداخلين بأن ما يقدمه مروان ناتجاً عن غيابه الطويل عن اليمن!
الحوثي يمن وشعب ودولة ذات عاصمة:
كان لمروان الغفوري فرضيات أشار من خلالها إلى البعد الثأري في ثورة فبراير الصنعانية، وكيف صارت جزءاً من الماضي، حتى بات السؤال الآن حول البحث عن اليمن، وعن الشعب، وعن الدولة، لأن الحوثي الذي كان صفة لكل فرد مسلح، أصبح له الآن يمن حوثي، وشعب حوثي، ودولة حوثية!
قائد كاريزمي بشرط ألا يضربه التحالف:
وعن مستقبل اليمن رأى أنه لا ينسجم مع سردية واحدة، حاول بعض المشاركين التعبير عنها بحماسيات وطنية، من قبيل أن الشعب اليمني (ذا الثلاثين مليوناً!!!!!) لن يقبل غير اليمن الاتحادي على خُطا النظام الأمريكي، أو أن ما يريدنه هو يمن التبّعية (نسبة إلى تبّع والتبابعة التاريخيين) وليس يمن التبعية، ولذلك فالشرعية الهاربة في الرياض لا تمثلهم، ولابد من وجود قائد وطني ذي كاريزما يقود المقاومة اليمنية ضد الحوثي والتحالف السعودي الإماراتي والجنوب الانفصالي، بشرط ألا تضربه طائرات التحالف!
شمال الصواريخ .. جنوب السفن:
لكن الغفوري - الذي يمثل صوتاً واقعياً في زحام توكل - يختم فرضياته بأن هناك سيناريوهات للمستقبل في ظل البحث عن اليمن والشعب والدولة، أبرزها أن يكون هناك يمنان - حد تعبيره - يمن حوثي يصنع الصواريخ في الشمال، ويمن سعودي إماراتي يصنع السفن في الجنوب.
الجنوب كجغرافيا لحيقة بيمن الحوثي والتبابعة:
يشار إلى أن المتحدثين الأساسيين هم من يمن الحوثي بتوصيف الغفوري، والحاضرون هم من شباب ثورة فبراير التي أوصلت عبدربه منصور نائب رئيس النظام الذي ثارت ضده إلى السلطة التي أسلمت اليمن والشعب والدولة والعاصمة للحوثي قدس الله سره!
ومن اللافت أيضاً أن الجنوب لا يرد في مداخلاتهم إلا كجغرافيا لحيقة بهم، أو كحركة انفصالية، أو كمرتزقة وعملاء تابعين للسعودية والإمارات، كأن ليس هناك شعب يستحيل أن يكون جزءاً من شعب الحوثي ويمنه ودولته التي تشكل حدودها على أرض المعركة!
متى ينتصر الجيل الجديد لنفسه على جوقة توكل؟
لا يرون سوى أطماعهم في السلطة والثروة وإخضاع الجنوب. وبالمختصر : مات عفاش ولم تمت العفشنة، فهؤلاء هم شعب عفاش والحوثي والتبابعة، ومهما يذهبوا شرقاً أو غرباً، فهم لا ينفكّون عن شمال مصاب عقدة الجنوب. ولا عزاء للصامتين منهم الرافضين العفشنة بأثر رجعي.