أول نتائج زيارة غريفيث إلى مأرب: الحوثي يتقدم في الجوف

الأحد 8 مارس 2020 22:42:00
أول نتائج زيارة غريفيث إلى مأرب: الحوثي يتقدم في الجوف

مازلت أصداء الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى مأرب حاضرة في كثير من الدوائر المحلية والعربية أيضاً، إذ أن الزيارة جاءت في وقت تستمر فيه المليشيات الحوثية في التقدم على مستوى الجبهات الشمالية بموافقة مليشيات الإصلاح التي لم تدخل في معارك معها من الأساس.

وتتواتر أحاديث عدة عن أن الزيارة تستهدف وقف تمدد المليشيات الحوثية بمحافظة الجوف، غير أن العناصر المدعومة من إيران استمرت في تقدمها، اليوم الأحد بالمحافظة ذاتها، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء الزيارة، وهو ما يعني أن المبعوث الأممي لن يتمكن مجدداً من إجبار المليشيات الحوثية على الاستجابة لمطلب وقف التصعيد.

ويذهب البعض للتأكيد على أن زيارة غريفيث إلى مأرب قد تنطوي على تفاهمات جديدة بين الحوثي ومليشيات الإصلاح، وأن عمليات تسليم الجبهات قد تستمر خلال الأيام المقبلة، على أن تستمر الأخيرة في هيمنتها على محافظة مأرب، وهو أمر من شأنه استمرار التنسيق بين الطرفين وليس إنهاء الصراع كما يدعي المبعوث الأممي.

وتبرهن سيطرة المليشيات الحوثية على مواقع عسكرية جديدة في الجوف على أن الشرعية لا تبحث عن التوصل إلى تفاهمات مع العناصر المدعومة من إيران في الشمال، وأن الأمر قد ينطوي على تقسيم التركة في الجنوب، تحديداً وأن الطرفين لديهم نفس الرغبة نحو إعادة احتلال الجنوب وسرقة خيراته.

وبحسب مصادر ميدانية فإن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، واصلت سيطرتها الميدانية في محافظة الجوف، وسط انتكاسات لقوات الشرعية، وكشف المصدر ذاته، عن استحواذ المليشيا على عدة محاور في جبهة المهاشمة بمديرية خب والشعف.

وسيطرت مليشيا الحوثي الإرهابية، على مديرية الحزم، الأحد الماضي، عقب انسحاب قوات الشرعية من محيطها بشكل مفاجئ، موضحاً أن المليشيا انتشرت في محيط المهاشمة الواقعة على الطريق الدولي الرابط بين منطقة العقبة في مديرية خب والشعف، ومنطقة البقع في مديرية كتاف بصعدة.

وتناولت صحيفة البيان الإماراتية، في تقرير اليوم الأحد، أهداف زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى مأرب.

وقالت إن الشكوك تحوم حول أهداف الزيارة، مؤكدة أن تصريحاته في مأرب بحشد المجتمع الدولي لوقف الحرب واستئناف المحادثات السياسية، يعيد نفس المشهد الذي سبق قرب استعادة القوات المشتركة لمدينة الحديدة العام الماضي.

ونوهت بأن المجتمع الدولي استخدم كل طاقاته لوقف تقدم القوات المشتركة داخل مدينة الحديدة، ووقف العمليات العسكرية التي كانت تسعى لطرد المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، من موانئ الساحل الغربي.

وأوضحت أن تصريحات المبعوث الأممي، أثارت موجة ردود واسعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرين من مؤامرة تستهدف مأرب وتسليمها إلى مليشيا الحوثي.

فيما كشفت مصادر مطلعة في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، تفاصيل جديدة بشأن زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى محافظة مأرب، مشيرة إن غريفيث عقد لقاءات مكثفة مع قيادات السلطة المحلية وشيوخ القبائل وممثلي منظمات المجتمع المدني، وشدد خلال اللقاء على إيقاف أي تحركات عسكرية حتى يتسنى التواصل مع الطرف الآخر (مليشيا الحوثي).

وأضافت المصادر أن غريفيث دعا إلى الإبقاء على القوات العسكرية دون أي تحرك من الطرفين، وتوقعت أن يزور غريفيث صنعاء لاستكمال ما طرحه في مأرب وصولا إلى توقيع اتفاق يمنع أي تحركات عسكرية .

في حين ذكر مصدر مطلع في صنعاء لـ"المشهد العربي" أن تحركات غريفيث تزامنت مع جهود عمانية وقطرية للوصول إلى تفاهمات بشأن مأرب بعد سقوط مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف بيد الحوثيين، لافتا ً إلى أن الحوثيين أبدوا مرونة مع الجهود العمانية، غير أنهم يرفضون إدخال الجوف ضمن أي مفاوضات او اشتراطات.