تفاهمات الشرعية والحوثي تدفع لحتمية الاستنفار بالجنوب

الاثنين 9 مارس 2020 20:00:59
تفاهمات الشرعية والحوثي تدفع لحتمية الاستنفار بالجنوب

رأي المشهد العربي

يدرك المجلس الانتقالي الجنوبي أن استنفار القوات المسلحة الجنوبية في الوقت الحالي يعد أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى، تحديدًا في أعقاب التفاهمات التي يجري التوافق حولها حالياً بين مليشيات الحوثي الإرهابية والشرعية والتي تجري برعاية أممية يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيث، لأن ذلك يعني أن الطرفين قد توحدا بشكل علني ضد الجنوب.

ليس من المتوقع أن تسفر التفاهمات الحالية عن استرداد أي مناطق سيطرت عليها المليشيات الحوثية التي رفضت أن تكون الجوف وصنعاء ضمن أي اتفاق جديد توقعه مع الشرعية، بل أن أي تفاهم سيقوم بالأساس على حماية مأرب من تمدد العناصر المدعومة من إيران، ويعد ذلك مقدمة نحو البحث عن مواطئ جديدة لكلا الطرفين في الجنوب.

توقف العمليات العسكرية في الشمال أضحى أمراً قريباً أكثر من أي وقت مضى حال توصل الطرفين إلى اتفاق، باستثناء عمليات التحالف التي سوف تستمر بهدف عدم تمكين مليشيات الحوثي من التواجد بأريحية في المناطق التي سيطرت عليها، وأن كلا الطرفين" إخوان الشرعية والحوثي "سيكونا قد اكتفيا بما حققاه من مكاسب، ومن ثم فإن الدفة سيجري تحويلها باتجاه الجنوب وكذلك جبهة الساحل الغربي.

عدم رغبة الشرعية في استقبال النازحين من محافظة الجوف والذين يقدر أعدادهم بالآلاف في مناطق سيطرتها والدفع بهم نحو التوجه إلى الجنوب، يبرهن على أنها تسعى لنقل معركتها لتكون مع القوات الجنوبية، بعد أن استخدمت كافة الأساليب التي من شأنها تسهيل عملية اختراق الجنوب، سواء كان ذلك عبر تهريب الأسلحة والمخدرات أو الزج بعناصرها إلى شبوة وأبين وأخيرا الاعتماد على النازحين لإحداث تغير ديموغرافي يساعدها في تنفيذ مخططها.

وكذلك فإن المليشيات الحوثية في المقابل ستكون قد حققت ما تحتاجه في الشمال بعد أن سيطرت على أجزاء كبيرة لم يكن في حسبانها أنها ستتمكن من السيطرة عليها في هذه الفترة الوجيزة ومن دون أي جهد أو تعب، وهو ما يجلها تضع يدها بيد الشرعية لتحقيق مكاسب جديدة في الجنوب، وبالتالي فإن التعاون العلني المشترك بين الطرفين سيكون واضحاً للعيان وسيراه الجميع.

كل هذه التغيرات تفرض على الجنوب جملة من الإجراءات الاحترازية التي يأتي على رأسها الوصول إلى أقصى درجات الاستعداد للتعامل مع أي خطر، وتوحيد الجبهات الداخلية وكذلك التصعيد دبلوماسياً على كافة الأصعدة والضغط بقدر الإمكان نحو تنفيذ بنود اتفاق الرياض .