بالانحياز للحوثي.. الأمم المتحدة تسير في عكس اتجاه السلام بالحديدة
تخلت الأمم المتحدة عن موقعها المعتاد كوسيط بين الأطراف المختلفة في اليمن، لصالح الانحياز بشكل كلي إلى المليشيات الحوثية، وذلك بعد أن تغاضت عن عشرات الجرائم اليومية التي ترتكبها العناصر المدعومة من إيران في الحديدة في الوقت الذي أدانت فيه استهداف التحالف العربي مواقع حوثية لإطلاق الزوارق المفخخة والمسيرة في الصليف.
وجاءت الإدانة الأممية بحق قوات التحالف في وقت تقوم فيه المليشيات الحوثية باستحداث نقاط أمنية قرب نقطة الرقابة الأممية، من دون أن يصدر عنها أي بيانات بالرغم من أن العناصر المدعومة من إيران لا تتوقف عن استهداف مواقع يتواجد فيها فريق الأمم المتحدة لتطبيق اتفاق ستوكهولم الذي لم يعد له وجود من الأساس على أرض الواقع.
وزعم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الفريق "أبهيجيت جوها" في بيان له بأنه "منزعج للغاية من الضربات الجوية التي وقعت في الصليف في وقت مبكر من صباح السبت، بل أن الأكثر من ذلك أنه حمّل التحالف مسؤولية عرقلة عملية السلام وتهدد تنفيذ اتفاق الحديدة.
وعبّر الناطق باسم القوات المشتركة عن أسفه لمواقف الأمم المتحدة السلبية تجاه اتفاق ستوكهولم، واعتبرها مشجعة لمليشيا الحوثي في تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تستهدف أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
وأضاف في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "للأسف، آمال الأمم المتحدة في إنجاح "ستوكهولم" ولو بالتغاضي عن خروقات الحوثيين وتقييدهم عمل الفريق الأممي في الحديدة، جعل الاتفاق رهينة العبث ونافذة تستغلها إيران لإقلاق أمن الملاحة والتجارة الدوليتين في البحر الأحمر".
واستغلت إيران والمليشيا الموالية لها، اتفاق ستوكهولم في إيجاد منطقة آمنة لاستمرار دخول السلاح الإيراني بما فيه صواريخ وألغام بحرية وقوارب موجهة عن بُعد، وكذا التجهيز لعمليات إرهابية في واحد من أهم طرق التجارة والملاحة البحرية في العالم.
وسبق للمليشيا من إبرام الاتفاق بإشراف من الأمم المتحدة أواخر العام 2018، أن حاولت تنفيذ عمليات إرهابية في البحر الأحمر إضافة لاستخدام أراضي الحديدة في إطلاق طائرات مسيرة نحو الأراضي السعودية، بجانب خروقات متواصلة لوقف إطلاق النار المتضمَن في الاتفاق.
وأكد الناطق أن إيران لن تحقق أهدافها في البحر الأحمر قائلا "وهذا ما لم تنله وذَنَبها ولن يكون الاتفاق غطاءً لمحاولات إرهابية بحرية".
ورصدت القوات المشتركة خرقاً صارخاً للهدنة الأممية من قبل الميليشيات الحوثية خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى أن نقطة الرقابة المتمركزة في كيلو 16 شرق مدينة الحديدة أبلغت غرفة عمليات ضباط الارتباط في السفينة الأممية عن قيام الميليشيات الحوثية باستحداث نفق قرب نقطة الرقابة.
ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية تقوم بحفر النفق في وضح النهار وذلك في ظل صمت اللجنة الأممية عن خروقاتها المتصاعدة للهدنة.
وكشفت القوات المشتركة عن 193 خرقاً لميليشيات الحوثي للهدنة الأممية في محافظة الحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية معظمها في مركز المحافظة والتحيتا، ورصدت نقاط الرقابة الأممية في الحديدة 151 خرقاً للميليشيات الحوثية بالأسلحة الرشاشة داخل مدينة الحديدة خلال الساعات الماضية.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن خروقات الميليشيات الحوثية داخل مدينة الحديدة في الساعات الماضية تضمنت استخدام أسطح منازل المواطنين لنصب منصات إطلاق قذائف صاروخية، مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية استخدمت 17 قذيفة مدفعية ضمن خروقاتها في الدريهمي الساعات الماضية.