ضرورات استعادة دولة الجنوب.. قراءة في اجتماع الانتقالي ووفد جريفيث

الثلاثاء 10 مارس 2020 15:06:48
 ضرورات استعادة دولة الجنوب.. قراءة في اجتماع الانتقالي ووفد جريفيث

تكشف مختلف تطورات الأزمة الراهنة على مختلف الأصعدة أنّ استعادة دولة الجنوب تمثل الخطوة الأهم في سبيل تحقيق الاستقرار وفرض الأمن الإقليمي.

وأصبح واضحًا للجميع لا سيّما أمام التحالف العربي أنّه لا يمكن التعويل على حكومة الشرعية في سبيل القضاء على المليشيات الحوثية، وأنّه يتوجّب العمل إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية من أجل تطهير اليمن من مختلف التنظيمات الإرهابية.

وأثبتت جبهات القتال مدى تفاني القوات الجنوبية في مكافحة التنظيمات الإرهابية وانخراطها في المشروع القومي العربي الرامي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، خلافًا لحكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا التي تآمرت من أجل توسيع نفوذ المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الحرب باعتبار أنّ هذا الأمر يمثل ضمانة حقيقية للحفاظ على مصالحها كاملةً.

هذه الرسالة أوصلتها القيادة الجنوبية في محافظة حضرموت، عندما التقى رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي وفدًا أمميًّا أجرى زيارة للمحافظة، ضمّ آندرو مارشل كبير مستشاري المبعوث الخاص لليمن مارتن جريفيث، ومرافقيه مساكي وتنابي نائب مدير قسم الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي، ومستشار المبعوث الأممي للشؤون السياسية، بيتر رايس.

وخلال اللقاء، أشاد رئيس القيادة المحلية للمجلس الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبو بكر، بجهود المبعوث الأممي ومساعيه الطيبة للتوصل إلى حلول لإيقاف الحرب .

وأكدت قيادات انتقالي حضرموت، خلاء اللقاء، أنه لا يمكن التوصل لحل للأزمة والحرب في اليمن من دون الاعتراف بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم التي ستضمن للإقليم وللمجتمع الدولي الأمن والسلم، وأنّ شعب الجنوب يسعى لإقامة دولة مدنية اتحادية تضمن لجميع أبنائها الحرية والحياة الكريمة.

وأشارت القيادة المحلية إلى أن شعب الجنوب يتطلع من الأمم المتحدة أن تسانده في مسعاه وترفع عنه الظلم الذي وقع عليه بسبب الوحدة المغدور بها من قبل الشريك الشمالي، الذي انقلب على اتفاقية الوحدة وتآمر على الجنوبيين.

وتطرق أعضاء "الانتقالي" في حديثهم مع الوفد الأممي، لما يعيشه المواطنون في وادي حضرموت من اختلالات أمنية خطيرة، راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء، محملين قيادة المنطقة العسكرية الأولى المسؤولية الكاملة.

وأكّدت القيادة أنّ الحل لهذا الوضع الأمني المتدهور يتلخص في تمكين أبناء حضرموت من حفظ أمنهم بأنفسهم، من خلال نشر قوات النخبة الحضرمية التي حققت انتصارات كبيرة على الإرهاب وتمكنت من القضاء عليه وبسطت الأمن والاستقرار في مناطق الساحل.

وشدّد الأعضاء، على التزام "الانتقالي" باتفاق الرياض، وأنّ المجلس رحّب بهذا المسار ونفّذ ماعليه من التزامات، داعين المبعوث الأممي للضغط على حكومة الشرعية بتنفيذ التزاماتها وسحب القوات المتمركزة في أبين وشبوة والقادمة من مأرب، والقوات المتمركزة في وادي حضرموت.

وفي ختام اللقاء، سلم انتقالي حضرموت الوفد الأممي رسالة للمبعوث جريفيث، تتضمّن وجهة نظر المجلس الانتقالي ورؤيته لحل الصراع القائم.

حمل هذا اللقاء تأكيدًا بأنّ "استعادة الدولة" هو حقٌ أصيلٌ للشعب الجنوبي الذي ذاق كثيرًا من المعاناة بسبب الوحدة المفروضة عليه من الشمال، وأنّ أمن واستقرار المنطقة لن يتحقق إلا باستعادة الدولة ومؤسساتها على النحو الذي يمنح الجنوبيين حكم أنفسهم وتأمين أرضهم.

كما برهنت هذه الخطوة على أنّ المجلس الانتقالي عازم على استعادة الدولة وأنّه لن يحيد عن هذا الهدف مهما كثرت التحديات وتفاقمت الصعوبات، باعتبار أنّ هذا المطلب الشعبي لا تنازل عنه ولا تفاوض بشأنه.