أوبئة الإخوان.. سرطان ينهش في عظام تعز
تواصل محافظة تعز الخاضعة لسيطرة المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، دفع ثمن خضوعها لهذه السيطرة، وهو ما يُكبّد المدنيون كثيرًا من الأثمان الفادحة.
ويواجه الآلاف من سكان مديرية المواسط بمحافظة تعز كارثة بيئية، بعد أن تحول أحد أهم مصادر المياه العذبة في المديرية إلى مكبّ للقمامات، ومياه الصرف الصحي.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ شلال غيل المنصاح بوادي بلابل، الذي يعد مصدرًا للمياه العذبة لمناطق بني حماد، وبني يوسف، وبني عباس، وسامع، وقدس، أصبح مكبًا للقمامة والمخلفات المتراكمة في مجرى السيول.
وتتسبّب المياه الراكدة، في انتشار الأوبئة، وسط صمت قيادة السلطة المحلية في المديرية.
وطالب سكان تلك المناطق بضرورة محاسبة المسؤولين عن الإهمال المتعمد، وإلزام المخالفين بحفر بيارات، وعدم توجيه مياه الصرف الصحي إلى شلال وادي البلابل.
واتهم بعض النشطاء مسؤولي المديرية ومدير أمنها، الخاضعين لسلطة الإخوان، بأنهما سبب الأزمة، لتراخيهما في مواجهتها.
ونبهوا إلى أن الأطقم العسكرية لمليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية، تعمل على ملاحقة من يعترض على إلقاء القمامة في الشلال، بدلا من ضبط المسؤولين عن الكارثة البيئية.
تُضاف هذه الأزمة إلى سجل حافل من الأزمات التي أجادت المليشيات الحوثية صناعتها في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يدفع ثمنه السكان في المقام الأول.
وفيما تتعلق هذه الواقعة بالمجال الصحي، فإنّ المليشيات الإخوانية تمارس تدميرًا ممنهجًا للمرافق الصحية الحكومية في تعز.
والتدمير المُمنهج للمرافق الصحية وفي مقدمتها مستشفى الثورة العام من قبل مليشيا الإخوان يصب في صالح مستشفياتهم الخاصة، وتحويل الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية لها.
وأقسام أغلب المستشفيات الحكومية باتت مغلقة ولا تعمل باستثناء قسمي الجراحة العامة والعظام، ولم تتجاوز زيارات المرضى للمستشفى خلال الأشهر الأخيرة من 2019، سوى 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في عهد الدكتور أحمد أنعم الذي اعتدى عليه، وغادرها بقوة السلاح من قبل مسلحي الإخوان مطلع مايو الماضي.
ويمكن القول إنّ الوضع المزري الذي وصل له مستشفى الثورة كشفته بجلاء التناقص الواضح في عدد الخدمات الطبية التي قدمها مقارنة بعام 2018، كما أنّ العبث التي تعرض له المستشفى طال الأقسام التي تم فتحها بدعم من منظمة الصحة العالمية مثل قسم الكوليرا الذي لم يقدم خدماته لأي مريض، ولم يتواجد فيه أحد من الطاقم الذي تم اعتماده للقسم.
المخطط الإخواني ضد تعز أيضًا يحمل شقًا أمنيًّا، حيث أنّ صناعة الفوضى الأمنية هي سياسة مشتركة بين المليشيات الحوثية و"شقيقتها" الإخوانية، وذلك عبر افتعال كثير من الأزمات الأمنية ونشر الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من أجل استخدام مزيدٍ من القوة الغاشمة ضد السكان.
ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.