أطفال اليمن.. موتى على قيد الحياة
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع الأطفال كثيرًا من الأثمان الفادحة بسبب الجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
وتولي المنظمات الإغاثية الدولية كثيرًا من الاهتمام من أجل رعاية الأطفال وتقديم سبل الدعم لهم على مدار سنوات الحرب.
أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه يدعم مليون طفل في اليمن من خلال برنامج التغذية المدرسية ضمن أكثر من ١٦ مليون طالب وطالبة حول العالم.
وقال، في بيان له، إنّ الأطفال الجياع والمرضى لا يتمكنون من التعلم والذهاب إلى المدرسة.
وشدد "البرنامج" على ضرورة حصول الأطفال على ما يناسبهم من الوجبات المغذية، ليتمكنوا من الالتحاق بالمدارس والتعلم والنمو.
هذا الدعم يأتي في وقتٍ يتعرض فيه الأطفال لسلسلة طويلة من الاعتداءات التي مارستها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب القائمة منذ ستة أعوام.
وعملت المليشيات الحوثية على استغلال الأطفال في خدمة مشروعها الطائفي، فعوضًا عن ذهاب الأطفال إلى مدارسهم واللهو مع أقرانهم مثل غيرهم من أطفال العالم، حرصت المليشيات على تسخير الآلاف منهم لخدمة مشروعها، وجعلهم وقودًا للحرب في أغلب جبهات القتال.
ومع التصعيد في الجوف ونهم والضالع والجبهات الأخرى، كثف قادة المليشيات الإجرامية من تحركاتهم في أوساط المجتمعات المحلية سواء في صنعاء أو في غيرها من المحافظات لاستقطاب المزيد من المجندين، خصوصًا من صغار السن وطلبة المدارس.
في الوقت نفسه، اختفى عشرات الأطفال في محافظات حجة والمحويت وذمار وإب، ما يرجح قيام المليشيات الحوثية باستدراجهم إلى معسكرات التجنيد.
في الوقت نفسه، فإنّ الأطفال تعرضوا كذلك لسلسلة طويلة من الجرائم والاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية طوال السنوات الماضية.
ويُمثّل تجنيد الأطفال، إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.
ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.
وهناك قيادات حوثية ضالعة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب.