اجتماعات جريفيث والحوثيين.. نتائج صفرية وإهدارٌ للوقت
تُمثّل الاجتماعات التي يعقدها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث مع قادة المليشيات الحوثية في محافظة صنعاء، هدرًا جديدًا للوقت بالنظر إلى "النتائج الصفرية" التي تخرج بها هذه الاجتماعات.
مصادر مطلعة توقعت أن يعود المبعوث الأممي مارتن جريفيث من صنعاء خالي الوفاض بعد مباحثاته مع قادة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ودللت المصادر على ذلك بأنّ جريفيث سبق له أن زار صنعاء أكثر من مرة للقاء قادة مليشيا الحوثي دون تحقيق أي نتائج إيجابية.
وقالت المصادر، حسبما نقلت عنها صحيفة "عكاظ": "في مسعى جديد لإيقاف الإرهاب الحوثي، التقى جريفيث في صنعاء أمس الأربعاء، قيادات المليشيات".
وبحث اللقاء تخفيض التصعيد في الجوف ومأرب، والعراقيل التي يضعها الحوثيون أمام إتمام صفقة تبادل الأسرى والمختطفين.
وأفادت المصادر بأنّ جريفيث ناقش خروقات الحوثيين في الحديدة، وعدم تنفيذ اتفاق السويد حتى الآن.
وينظر إلى اجتماعات جريفيث مع قادة الحوثيين بأنّها هدرٌ للوقت وذلك كونها لا تسفر عن أي جديد، ولا تُحدث أي اختراق في جدار الأزمة المستعصية، القائمة منذ ست سنوات.
لا يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل إنّ هناك حالةً من العبث الحاد التي تسود على تعامل الأمم المتحدة ومبعوثها جريفيث مع معطيات الأزمة الراهنة.
أحد أوجه هذا العبث مثلًا تجلّت في
ميزانية مكتب جريفيث والصرفيات التي يقوم بها، بحسب رئيسة منظمة مبادرة "مسار السلام" رشا جرهوم التي كشفت أنّ ميزانية مكتب جريفيث خلال العام الماضي بلغت حوالي ١٧ مليون دولار، وستصل هذا العام الموازنة إلى ١٨ مليون دولار، موضّحةً أنّ ميزانية مكتب جريفيث تخطت ميزانية البعثة الأممية في سوريا والتي تبلغ ميزانيتها ١٦ مليون دولار.
وقالت أنّ صرفيات مكتب جريفيث المتعلقة بالطيران هي بمعدل ١,٣ مليون دولار سنويًّا، مشيرةً إلى أنّ عدد موظفي مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بلغ 95 موظفًا في العام الماضي وسيرتفع إلى 101 خلال هذا العام، أغلبهم موظفون دوليون، وبالمقارنة في سوريا فهناك ٩١ موظفًا.
واستعرضت رئيسة المنظمة ميزانية بعثة الأمم المتحدة في الحديدة لعام ٢٠١٩، حيث أوردت البيانات أنّها بلغت 56 مليون دولار، بمعدل صرفيات شهرية تتراوح بين 2.4 - 4.6 مليون دولار.
وأضافت جرهوم - الحائزة مؤخرًا على جائزة (أنیتا أوجسبرج للمتمردات ضد الحرب) - أنّ عدد موظفي بعثة الحديدة بلغ ١٨٣ موظفًا في ٢٠١٩، وسيرتفع إلى ١٥٩ في ٢٠٢٠ بواقع ٢١ وظيفة ١٥ منها لموظفين محليين.
وأوضحت أنّ إيجار السفينة مقر بعثة الحديدة بلغ 810 آلاف دولار بالشهر، مشيرةً إلى أنّ هناك توصية بوقف الاستئجار للسفينة من مارس ٢٠٢٠ وترميم واستئجار فلل داخل مدينة الحديدة.
انتقاد آخر موجّه للأمم المتحدة يتمثّل في تغاضي المنظمة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهو ما نُظر إليه بأنّه موافقة صريحة على الانتهاكات الحوثية المتواصلة التي كبدت المدنيين أفدح الأثمان.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق "ديسمبر 2018" وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.