ثبات الانتقالي مفتاح استعادة الدولة
رأي المشهد العربي
لم تكن الشرعية تتوقع أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيواصل صموده في أعقاب محاولاتها المستمرة لإفشال اتفاق الرياض، إذ كانت تتحين فرصة لقلب الطاولة على قياداته وتحميلهم مسؤولية انتهاكاتها في محافظات الجنوب من ممارسات يومية غير إنسانية طالت رواتب الجنود وإهمال الخدمات.بيد أن المجلس أبدى مرونة بعثرت أوراق الشرعية التي لجأت إلى محاولات تخريب علاقته بالتحالف العربي.
ألقت الشرعية جميع رهاناتها على نفاذ صبر الجنوب جراء الممارسات اليومية بالتحديد في شبوة وأبين ووادي حضرموت، لكن في جميع المحاولات السابقة كانت سياسية الانتقالي تقوم على ضبط النفس أولاً وردع المليشيات التي لم تتمكن من تحقيق هدفها عبر الوصول إلى العاصمة عدن، وبالتالي فإن الشرعية وجدت نفسها متهمة أمام الجميع بإفشال الاتفاق.
عدم تحريك الاتفاق الموقع قبل أكثر من أربعة أشهر تقريباً تسبب في حالة من التوتر بدت واضحة في تعامل التحالف العربي الذي استسلم للأمر الواقع ولم يبذل جهوداً حثيثة لفرض تطبيقه على أرض الواقع بالرغم من أنه انخرط في مفاوضات استمرت لعدة أشهر لحين التوصل إلى الاتفاق، وهو ما أدى إلى حالة من الضبابية استمرت على طيلة الأشهر الماضية، وأفرزت القرار الأخير وغير المدروس المتعلق بمنع عودة قيادات الانتقالي إلى العاصمة عدن.
انتظرت الشرعية ردود أفعال صاخبة من الانتقالي الجنوبي على قرار التحالف العربي بما يؤدي إلى إثارة الفوضى التي تبحث عنها، غير أن الذي جرى هو أن المجلس أصدر بياناً متوازناً بعثر أوراقها من جديد وفضح مؤامراتها على الجنوب بعد أن ذهب قياداتها إلى كيل الاتهامات إلى التحالف العربي بالانحياز إلى الجنوب وفي لحظة واحدة غيرت رؤاها عبر الإشادة بقراره الأخير.
في كل موقف يأخذ فيه الجنوب موقفاً غير متوقعاً للكثيرين من أذناب الشرعية يمضي خطوة نحو استعادة الدولة بالرغم من الصعوبات الجمة التي تواجه تلك الخطوة في الوقت الحالي، غير أنها على المدى الطويل تثبت أن هناك قيادة تجيد لعب السياسة بعيداً عن التهور الذي أصاب الكثير من المكونات الداخلية التي راهنت على المليشيات لتحقيق أهدافها.
غير أن هذا لا ينفي وجود قوة عسكرية تستطيع أن تدافع عن الجنوب ولكن المهم أن يكون ذلك في التوقيت المناسب وفي الأوضاع التي لا تسمح باستنزاف القوات الجنوبية ولا يؤدي إلى خسارتها على المستوى السياسي بعد أن حقق المجلس الانتقالي الجنوبي نجاحات دبلوماسية فاعلة وأضحى رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه.