ولية طاهر.. خرجت لرعي الأبقار فاقتنصها لغم حوثي
واصلت الألغام التي ترزعها المليشيات الحوثية، اصطياد ضحاياها، حتى خلَّفت وراءها واقعًا شديد البشاعة.
القصة هذه المرة تتعلق بسيدة تبلغ من العمر 55 عامًا، لقيت مصرعها جرَّاء انفجار لغم أرضي حوثي في محافظة تعز.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ المواطنة ولية طاهر مقبل سالم انفجر بها اللغم الحوثي خلال خروجها لرعي البقر في قرية السيقل بعزلة اليمن قهبان في مديرية مقبنة.
وأضافت أنَّ اللغم الذي زرعته المليشيات الحوثية إبان سيطرتها على المنطقة، تسبَّب أيضًا في وفاة البقرة التي كانت ترعاها السيدة.
فالمليشيات منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وكانت تقارير حقوقية حديثة قد بيّنت أنّ نحو 4.5 مليون معاق في اليمن بسبب ألغام الحوثي.
وطالب تحالف رصد مجلس حقوق الإنسان، بوقف التعاون مع المليشيات الحوثية في مجال نزع الألغام، ودعوة الجهات الدولية المانحة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن تبذل مزيدًا من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على أبسط احتياجاتهم الأساسية.
وقالت عضو التحالف الدكتورة أروى الخطابي في كلمة أمام المجلس، إنّ تعداد ذوي الإعاقة في اليمن بلغ ما لا يقل عن 4.5 ملايين معاق، أي حوالي 15% من عدد السكان، وبسبب الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية منذ خمس سنوات التي بلغت مليوني لغم فإن أعداد ذوي الإعاقة تتضاعف بسرعة، فضلًا عن دفع مليشيا الحوثي بالأطفال والمدنيين إلى جبهات القتال، وهذا يعد أكبر تهديد لحياة الملايين في السنوات المقبلة
وأضافت أنّ المليشيات الحوثية فتحت خلال الأسابيع الأخيرة جبهات جديدة للقتال في الضالع والجوف ومأرب بدلًا من جنوحها للسلام وتطبيق التزامات اتفاق السويد، والتقارير التي تصل من هناك أنهم كلما دخلوا قرية أو مديرية فخخوها بالألغام في مساء اليوم نفسه، مما يعني أن كارثة الألغام واحتمالية الموت والإعاقة في تزايد مستمر بسبب صمت العالم عن هذه الجريمة الحوثية، بل والتعاون معها بمنحهم أموالًا ومعدات لنزع الألغام، بينما يعاودون استخدامها في زراعة مزيد منها.
وتبذل المملكة العربية السعودية، ممثلة في مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام "مسام"، جهودًا ضخمة في سبيل انتزاع وتفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع.
وبلغ عدد الألغام التي أزالها المشروع السعودي منذ بدء عمله في العام قبل الماضي من نحو 150 ألفًا.
والأسبوع الماضي، أعلن الفريق الأول "مسام" نزع ستة آلاف لغم من 17 حقلاً ومنطقه ملغومة في مأرب، شمال شرقي صنعاء.
وأكَّد قائد الفريق النقيب حميد صلاح بلحط أن فريقه تمكن من نزع نحو ستة آلاف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة مختلفة الأشكال والأحجام منذ أن بدأ الفريق العمل في المشروع.
وقال إنّ فريقه استطاع تأمين وتطهير 17 حقلاً ومنطقة ملغومة في محافظة مأرب، ونفّذ 8 عمليات إتلاف وتفجير للألغام والعبوات التي تم انتزاعها، لافتًا إلى أنّ أهم المناطق الحيوية التي تمكّن فريقه من تأمينها ذنة، وهي منطقة زراعية ومتنفس سياحي يقصده الآلاف من أبناء مأرب والنازحون فيها كونها مطلة على سد مأرب التاريخي.
وأشار المسؤول إلى أنّ الفريق تمكّن من تأمين عددٍ من الحقول في منطقة الجفينة، وتباب المصارية، ومنطقة المخدرة، وذات الري.
ودعا قائد الفريق، المدنيين لـ"عدم الدخول إلى أي منطقة لم يتم تأمينها من قبل فرق (مسام)، وعدم العبث بأي أجسام مشبوهة"، حرصًا من إدارة المشروع على حياتهم، مشيرًا إلى أنّ فريقه نفّذ عددًا من المحاضرات التوعوية للمواطنين عن مخاطر الألغام، وكيفية تجنبها، في جميع المناطق التي عمل فيها الفريق.