لعبة الكراسي المتحركة بين الحوثي والشرعية تظهر في مأرب
رأي المشهد العربي
مازالت الشرعية تستمر في ممارسة لعبة الكراسي المتحركة التي تفضّلها بالتعاون مع المليشيات الحوثية الإرهابية في العديد من المحافظات والجبهات المختلفة، وذلك من أجل تسريع وتيرة تقسيم التركة بين الطرفين، وهو ما ظهر مؤخراً في مأرب عبر تسليم معسكر كوفل الاستراتيجي ونقل عناصر مليشيات إخوان الشرعية إلى شبوة، في محاولة لنقل المعركة إلى الجنوب.
تستهدف عملية تسليم وتسلم الجبهات إلى الانتهاء من توزيع الجبهات بين الطرفين في الشمال والاستعداد نحو التوجه باتجاه الجنوب، غير أنهما لا يدركان أن هناك قوات مسلحة جنوبية على أهبة الاستعداد لإفشال ذلك المخطط، وبالتالي فإن استمرار الطرفين في اللعبة من دون تدخل أطراف إقليمية ومن دون فرض الحسم من قبل التحالف العربي سيؤدي إلى تكرار الأحداث التي جرت في شهر أغسطس الماضي.
تكمن خطورة تسليم معسكر كوفل في أن الشرعية أضحت لا تبالي بتواجدها في محافظة تشكل نقطة انطلاقها، وبالتالي فإنها ستبحث عن موطئ آخر، ويبدو من الواضح أن التعليمات الواردة من تركيا وقطر إلى مليشيات الإصلاح الإخوانية، تطالب بضرورة تسريع تسليم الجبهات وعدم إعطاء الفرصة لتدخل أي طرف بإمكانه وقف تلك المهازل.
توالي انسحابات الشرعية سينتج عنها مزيد من التمدد الحوثي في الشمال بمقابل مزيد من انحسار مواقع الشرعية في تلك المحافظات أيضاً، وهو ما ستجد فيه الشرعية مبرراً نحو الزج بمزيد من عناصرها إلى شبوة وأبين ووادي حضرموت، وبالتالي التهرب من اتفاق الرياض بذرائع إنسانية زائفة، بجانب محاولتها فرض أمر واقع من خلال توجد عناصرها في الجنوب.
في مقابل كل هذه الجرائم يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي واعياً بما يكفي للتعامل مع الموقف الحالي، ولعل التحركات التي جرت على مدار الأيام الماضية تصب في هذا الاتجاه، إذ ظهر ذلك من خلال حالة التعبئة العامة شعبياً وعسكرياً، بالإضافة إلى تضافر جهود القوات الأمنية الجنوبية لتأمين العاصمة عدن وعدم السماح باختراقها، غير أن الأمر سيكون بحاجة إلى تماسك جميع أبناء الجنوب في مواجهة الغزو الشمالي الذي أضحى قريباً أكثر من أي وقت مضى.