وباء كورونا.. كيف حوَّلته المليشيات الحوثية لـوسيلة تربُّح؟
لا تفوّت المليشيات الحوثية الموالية لإيران فرصةً للتكسب إلا وتمارسها من أجل تكوين ثروات مالية ضخمة، بغية تحقيق الثراء الفاحش.
وفيما تكثر التخوفات من وصول وباء كورونا إلى اليمن باعتبار أنّ الأزمة الصحية "المتدهورة أصلًا" في غنى عن مأساة جديدة، فقد استغلت المليشيات هذه الحالة لتحقيق مزيدٍ من التربح.
واستغلت قيادات حوثية أزمة "كورونا" الجديد وتاجرت في صناعة أدوات التعقيم والكمامات الوقائية، حيث رفعت المليشيات الأسعار بالأسواق وحاولت صناعة أدوات طبية بطرق بدائية وغير صحية.
يبرهن ذلك على أنّ المليشيات لا تفوِّت فرصة استغلال الأحداث وتجييرها لصالحهم مهما كانت من أجل الكسب المادي.
كما أنّ ظهور صناعات حوثية بهذا الشكل يعد خطرًا واضحًا على حياة الناس واستهتارًا بالجوانب الصحية بحسب صحيفة الوطن السعودية التي أشارت إلى تصنيع كمامات طبية وقائية في محلات صناعة النسيج والغزل.
هذه الكمامات التي حرصت مليشيا الحوثي على صناعتها كذبة شبيهة بكذبهم في صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة والألغام الأرضية.
في الوقت نفسه، فإنّ المخاوف من تفشي وباء كورونا كان عنوانًا لمزيدٍ من الاستهداف الذي تمارسه المليشيات الحوثية ضد القطاع الصحي.
ففي اعتداء بالغ الخطورة على القطاع الصحي، رفض الجناح المتطرف في مليشيا الحوثي، إصدار نصائح وتوصيات صحية بشأن صلاة الجمعة، في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد .
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ تهديدات صدرت للفريق الصحي المعني بوضع التوصيات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وفق نصائح منظمة الصحة العالمية, ومنها وضع ضوابط في المساجد وصلاة الجمعة والدعوة إلى أفضلية الصلاة في البيوت.
وأضافت المصادر أنّ ما تُسمى لجنة مكافحة الأوبئة التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها، أعلنت عددًا من الإجراءات منها إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات، غير أنها تجنبت الإعلان عن التوصيات الخاصة بالمساجد بعد تهديدات من الجناح المتطرف في المليشيات.
وأشارت إلى أنّ الجناح المتطرف للحوثي أعلن إجراءات للنظافة في المساجد, بعد خلافات حادة, في حين أن الفريق الصحي يرى أن تلك الإجراءات غير كافية, كون الخطورة في التجمعات والازدحام.
ولفتت المصادر إلى رفع الخلاف لمكتب زعيم المليشيات الإرهابية عبدالملك الحوثي للبت فيه.
تضاف هذه الواقعة إلى العبث الكبير الذي طال القطاع الصحي بفعل الممارسات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وعمدت المليشيات الحوثية على إهمال القطاع الصحي بشكل كامل، على مدار سنوات حربها العبثية، وتسبَّبت في تفشي الكثير من الأمراض التي راح ضحيتها كثيرٌ من السكان.
وتعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.