كيف أثرت الحرب الحوثية على صحة الأطفال العقلية؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران.
دراسة حديثة كشفت أنّ الحرب الراهنة تركت أثرًا مدمّرًا على الصحّة العقلية لجيل كامل من الأطفال، ودفعت عددًا منهم إلى حافة الاكتئاب.
وفيما قال أكثر من نصف الأطفال الذين شملتهم الدراسة إنّهم يشعرون بالحزن والاكتئاب، فقد أكّدت الدراسة أنّ طفلًا من أصل خمسة أطفال قال إنه يشعر دائماً بالخوف والحزن.
الدراسة التي أعدّتها منظمة سايف ذا تشيلدرن، تضمّنت مقابلات مع 629 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، و627 من الأبوين وغيرهم من مقدّمي الرعاية.
وبحسب الدراسة التي أجريت في الأشهر الأخيرة، وهي الأكبر من نوعها منذ بدء الحرب، فإنّ 52% من الأطفال قالوا إنهم لا يشعرون بالأمان عندما يبتعدون عن والديهم، بينما قال 56% منهم إنهم لا يشعرون بالأمان إذا مشوا لوحدهم.
وقتل وتشوّه أكثر من 7522 طفل في الأعوام الخمسة الماضية ونحو 2,1 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.
وأجبرت الحرب مليوني طفل على النزوح من منازلهم، كما أجبر مليوني طفل على الأقل على عدم الذهاب إلى المدرسة.
ودفع الأطفال أثمانًا باهظة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، بعدما عملت على استغلال الأطفال في خدمة مشروعها الطائفي، فعوضًا عن ذهاب الأطفال إلى مدارسهم واللهو مع أقرانهم مثل غيرهم من أطفال العالم، حرصت المليشيات على تسخير الآلاف منهم لخدمة مشروعها، وجعلهم وقودًا للحرب في أغلب جبهات القتال.
ويُمثّل تجنيد الأطفال، إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.
ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.
وهناك قيادات حوثية ضالعة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب