همس اليراع
رحم الله الصحفي هاشم عبد العزيز
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
انتقل إلى رحمة الله الكاتب الصحفي المميز هاشم عبد العزيز صاحب القلب الكبير والقلم الرشيق والروح الصحفية الوثابة التي قلما انزلقت في معارك التهافتات أو مسالك الخيبات.
عجنت الصحافة بلسمها في دمه واختلطت رياحين عطرها في روحه النقية وأخلص لمهنته إخلاص العاشق لمعشوقته، فلم يخذلها يوماً ولم يتردد لحظةً في أن يعطيها كل ما يملك، مالاً وروحا وطاقةً وجهداً وصحةُ.
تنقل في مواقع صحفية عدة ببن كاتب عمود، ومراسل صحفي، وصحفي استقصاء ومدير تحرير، وحيثما أقام كان قلمه المميز عنوان حضوره ولم يفكر قط بتأجير قلمه لمستأجرـ بل فضل تحمل معاناة الإقصاء ومرارة الاستبعاد على اللقمة المغموسة بحبر التزلف والمهادنة، وتمسك بقيمه النبيلة ولم يحِد عنها قط.
وكنا قد التقينا مرارا على هامش تقييمنا لثورة الحراك السلمي الجنوبي، ووجدنا تناغماً كبيرا في تقييمنا لمسار الحركة السياسية في اليمن، وتبادلنا المخاوف من مغامرات المتسلطين وعنتريات الطائشين، وكان آخر لقاءاتي به في صنعاء في مارس 2011م بعيد اندلاع الثورة الشبابية السلمية، وحينها اتفقنا على إجراء لقاء صحفي مطول لتقييم الوضع السياسي في جنوب اليمن وشماله، لكن التداعيات اللاحقة واندلاع المعارك المسلحة في صنعاء لم يمكنانا من اللقاء، ولم التقه بعدها أبداً وإن بقيت ذكراه راسخة في أعماق الوجدان.
بغياب هاشم عبد العزيز ينشأ فراغ جديد وكبير في ميدان الصحافة الحرة لا يمكن ملأه ، ويغيب نجمٌ من نجومها لا يمكن تعويضه.
رحمة الله عليك يا هاشم فقد كنت نموذجا للصحفي المثقف والوطني الصادق والكاتب المنسجم مع نفسه ومع قضيته.
لك االخلود في جنة الخلد أيها الفقيد الغالي ولأهلك وذويك ومحبيك صادق العزاء والمواساة، ولتصحبك مغفرة الرحمن في ملكوت الرحمة والعفو والرضوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون