الوجه الإجرامي للحوثيين.. إرهابٌ يطيل أمد الحرب

الثلاثاء 31 مارس 2020 19:22:34
الوجه الإجرامي للحوثيين.. إرهابٌ يطيل أمد الحرب

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، فإنّ هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران لا يتوقّف عن الجرائم التي تُطيل أمد الحرب.

ففي عددها الصادر اليوم الثلاثاء، حذرت صحيفة "الرياض" السعودية، من تنامي إجرام مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، ضد المملكة العربية السعودية، وتهديدها أمن المنطقة واستقرارها.

وأبرزت الصحيفة تأكيد نورمان راؤول المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن استهداف المليشيات الحوثية الإرهابية للأعيان المدنية في السعودية دليل جديد على إجرام المليشيا وإيران، وتناقض المجتمع الدولي الذي يدّعي حرصه على السلام والإنسانية.

ولفتت "الرياض" إلى قول راؤول إنّ الحوثيين وإيران لا يلتزمون بأي قوانين دولية أو هدنة إنسانية، ويغامرون بشن هجمات غير مسؤولة ضد المملكة، الأمر الذي يعكس رغبة إيران في استمرار الصراع ولو كان الثمن حياة المدنيين الآمنين واستقرار المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق تأكيده أن الحوثيين مستمرون في تجويع المدنيين، وتجنيد الأطفال، وزجهم في صراعات دموية.

كما أبرزت دعوة راؤول المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته للضغط على الحوثي وإيران، وتشديد العقوبات ضدهم لتخليص الأبرياء والشعب الإيراني من المعاناة واللا مسؤولية التي يتسم بها النظام الإيراني والتي لا تستهدف المملكة وحسب بل المجتمع الدولي.

وأعرب راؤول عن دهشته من أن المجتمع الدولي يتفرج على إجرام الحوثي وعبثه باستقرار المنطقة.

ولم تقتصر الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية على استهداف المدنيين لكنّها وصلت إلى الأمم المتحدة وموظفيها، فيما قوبل الأمر بصمت مريب من المنظمة الدولية.

فنهاية الأسبوع الماضي، احتجزت المليشيات المدعومة من إيران، رئيس لجنة التنسيق الأممية، الجنرال الهندي أباهجيت جوها، وأعضاء فريقه الأممي، في صنعاء؛ استمرارًا لانتهاكاتها اليومية.

وأعلنت القوات المشتركة أنَّ المليشيات الإرهابية وضعت جوها وفريقه الأممي تحت الإقامة الجبرية، والحراسة المشددة، بحجة الحجر الصحي، بعد وصولهم الثلاثاء الماضي قادمين من الأردن.


وكانت الميشيات قد منعت - الأسبوع الماضي - سفينة بعثة الأمم المتحدة إلى اليمن، من مغادرة ميناء الحديدة.

ورفضت المليشيات، خروج السفينة من الميناء، بعدما حاول طاقمها الإبحار في السادسة من صباح أمس الثلاثاء، إلى ميناء المخا لإيصال الضباط التابعين للفريق الحكومي العاملين في مركز العمليات المشتركة على متن السفينة.

وتستأجر الأمم المتحدة السفينة لعقد اللقاءات المشتركة وتشغيلها كمركز عمليات لضباط الرقابة المشتركة، كموقع محايد لا يخضع لسيطرة أي طرف من الأطراف.

وهذه ليست المرة التي تستهدف فيها المليشيات الحوثية، الأمم المتحدة في اليمن بشكل مباشر، وكثيرًا ما استهدفت نقاط ضباط الارتباط التي نشرتها لجان الرقابة الأممية نهاية أكتوبر الماضي، لمراقبة سير تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وإيقاف عملية إطلاق النار.

إقدام المليشيات على استهداف نقاط المراقبة التي نشرتها الأمم المتحدة، يمثل إصرارًا من قبل الحوثيين على التصعيد العسكري، كما أنّ ذلك يبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يخشى الإدانة الدولية ولا أن يطاله أي عقاب.

وعلى الرغم من الاعتداءات التي استهدفت رجالها مباشرة، تواصل الأمم المتحدة لعب الدور المريب في اليمن، فيما يتعلق بتعاملها مع المليشيات الحوثية، والجرائم التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي.

الجرائم الحوثية المروعة لم تعد تثير أي استغراب، لكن الأكثر ريبة هو استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.

ولعل الانتقاد الأكبر الموجّه للأمم المتحدة هو تغاضي المنظمة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهو ما نُظر إليه بأنّه موافقة صريحة على الانتهاكات الحوثية المتواصلة التي كبدت المدنيين أفدح الأثمان.

ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق "ديسمبر 2018" وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.

لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.