الإدانات الدولية للهجمات الحوثية.. وهل يكفي القلق؟
دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد الإرهاب الذي تُشكله المليشيات الحوثية الموالية لإيران، تواصلت ردود الأفعال على الهجمات التي شنّتها المليشيات على السعودية مؤخرًا وحاولت استهداف مدنيين هناك.
وكانت الدفاعات الجوية السعودية قد اعترضت يوم السبت، صاروخين باليستيين في سماء جازان والعاصمة الرياض.
هذه المحاولة الحوثية جاءت بعد يومٍ واحد من هجومٍ فاشل شنّته المليشيات على أعيان مدنية بمدينتي أبها وخميس مشيط السعوديتين، إلا أنّ قوات التحالف تمكنت من إحباط الهجوم عبر اعتراض وتدمير طائرات بدون طيار (مسيّرة) التي أطلقتها المليشيات.
المحاولتان الحوثيتان الإرهابيتان قوبلتا بكثيرٍ من القلق، فالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث أعرب عن انزعاجه الشديد للهجوم الصاروخي الحوثي على السعودية، مجددًا الدعوة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية لتهيئة بيئة مواتية لتحقيق وقف لإطلاق النار.
وأعرب جريفيث، في بيان، عن انزعاجه الشديد من استمرار وتصعيد الأنشطة العسكرية البرية والجوية، والهجمات التي تبناها الحوثيون ضد السعودية، وقال: "تلك الأفعال مثيرة للجزع ومخيبة للآمال، خاصة في الوقت الذي تتصاعد فيه المطالب بالسلام بالإجماع وبصوت أعلى من أي وقت مضى".
وكرَّر المبعوث الأممي تأكيده على أنَّ الهجمات التي تمس المدنيين أو الأهداف المدنية بدون تمييز، سواء داخل اليمن أو خارجه، غير قانونية ومستهجنة.
وشدَّد جريفيث على أنَّ التصعيد الأخير في القتال يتعارض مع إعلان جميع الأطراف المنخرطة في النزاع التزام بالعمل على وقف إطلاق النار، واستجابتهم الإيجابية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء القتال في اليمن.
وحثّ الأطراف على أن يكونوا أكثر انتباهًا لما تحمله اللحظة الراهنة من إمكانيات وفرص هائلة من جهة، ومن مخاطر جسيمة من جهة أخرى، ودعاهم إلى مناقشة الخطوات المقبلة في أقرب وقت ممكن تحت رعاية مكتبه.
وأضاف: "آمل ألّا يسمح دعاة السلام على جانبي هذا النزاع بتفويت تلك الفرصة دون إحراز تقدم حقيقي".
أوروبيًّا أيضًا، انتقدت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، استمرار المواجهات العسكرية، رغم النداءات المتكررة من المجتمع الدولي لأطراف النزاع بالالتزام بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
واعتبرت الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، على المملكة العربية السعودية، والنشاط العسكري المستمر في وحول محافظة مأرب، مصدر قلق بالغ للاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن التصعيد يتعارض تمامًا مع دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، في وقت يتطلب التوحد في مكافحة جائحة فيروس كورونا.
وجددت دعوة المبعوث الأممي لليمن بشأن الحاجة إلى الوقف الفوري للمواجهات المسلحة.
على الرغم مما تحمله مثل هذه البيانات من أدلة إدانة على الحوثيين، فإنّ هذه المواقف ستظل منقوصة طالما أنّه لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد المليشيات.
وفيما دخلت الحرب عامها السادس، ومع بلوغ الأزمة الإنسانية حدًا أصبح من غير المقبول السكوت أمامه أكثر من ذلك، فإنّ الأمم المتحدة أصبحت مطالبة بالعمل فورًا على تغيير استراتيجيتها، لا سيّما فيما يتعلق بالضغط على المليشيات لإرغامها على السير في طريق السلام.
ومنذ تعيينه مبعوثًا أمميًّا إلى اليمن، أظهر جريفيث ما يمكن اعتباره تراخيًّا كبيرًا في التعامل مع الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وإفشال هذا الفصيل الإرهابي لأي توجُّه نحو إحلال السلام.