الحوثيون واتصالات صنعاء.. تخفيضٌ للسرعات وتجسّسٌ على المكالمات

الأربعاء 1 إبريل 2020 02:01:00
 الحوثيون واتصالات صنعاء.. تخفيضٌ للسرعات وتجسّسٌ على المكالمات

في الوقت الذي تتفاقم فيه الجرائم الحوثية على صعيد واسع، فإنّ المليشيات تتوسَّع في تكثيف الإجراءات التي تستهدف ترهيب السكان والتضييق عليهم من جانب بالإضافة إلى توسيع دائرة الرقابة عليهم.

ففي خطوة حوثية جديدة، كشف مصدرٌ بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" عن توجيهات سرية أصدرها جهاز المخابرات الخاضع لسيطرة الحوثي بصنعاء، قضت بتخفيض سرعة الانترنت، عن معظم المحافظات، وعزل محافظة الجوف.

وقال المصدر إنَّ معلومات مؤكدة أفادت بأنّ فريق جهاز المخابرات "الأمن السياسي"، الذي تولى الإشراف والإدارة المباشرة للتحكم والسيطرة بشبكة الاتصالات والانترنت، أصدر توجيهات سرية قضت بتخفيض سرعة خدمة الإنترنت عن المشتركين في معظم المحافظات، على مراحل متفاوتة وخصوصا أوقات الذروة.

ووفقًا للمصدر، منذ ما يزيد عن عام، تولى فريق المخابرات، جميع صلاحيات الرقابة والتحكم بشبكة الاتصالات والإنترنت في الوزارة وشركة يمن نت، واستقدم فريق سري يعمل تحت إمرته في أوقات خارج الدوام الرسمي.

وأوضح المصدر أنَّ فريق المخابرات يقوم بعمليات تجسس واسعة على المكالمات في مناطق احتدام المواجهات، فضلا عن عزل شبه تام لمعظمها خلال أوقات المساء وحتى الفجر، باستثناء معاودة جزئية ورديئة للخدمة.

وكثيرًا ما تقدم المليشيات الحوثية على عديد الخطوات التي تستهدف ترهيب السكان وفرض المراقبة عليهم لوأد أي تحركات قد تندلع ضد المليشيات.

وكانت المليشيات قد أصدرت تعميمًا في وقتٍ سابق من مارس الجاري، يلزم صاحب كل منزل في محافظة صنعاء، بتركيب كاميرا مراقبة أمام منزله، ضمانًا لاستمرار عملية المراقبة.

كما تعمل المليشيات الحوثية على التنكيل بمعارضيها عبر سلسلة طويلة من التحركات والخطوات التي تفضح وحشية هذا الفصيل الإرهابي.

ظهرت هذه السياسة الحوثية في قرار أصدرت المليشيات يمنحها حق توقيع عقوبة الإعدام على أي موظف تتم إدانته بتهمة التخابر.

مصادر محلية قالت إنّه تمّ أخذ جميع البيانات والمعلومات لأقارب موظفي جهاز الأمن والمخابرات حتى الدرجة الثالثة، موضحةً أنّ الجهاز أنشئ بناءً على طريقة استخباراتية إيرانية وكل قادة المليشيات الحوثية لديه جهاز مخابرات خاص به.

وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على ارتكاب جرائم مروعة تستهدف التنكيل بالمعارضين، لضمان وأد أي تحركات تندلع ضد هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.

وتملك المليشيات الحوثية سجلًا طويلًا في جرائم اختطاف السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهي اعتداءات يهدف هذا الفصيل الإرهابي من ورائها إلى تخويف وترهيب السكان ومنع اندلاع أي حركات مناهضة للحوثيين.

وتُمثِّل سجون المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بمثابة "مقاصل" يذوق فيها المعتقلون والمختطفون الموت في كل ثانية تمر عليهم داخل هذه الأوكار سيئة السُمعة.

وأظهرت إحصاءات حديثة ارتكبت المليشيات الحوثية خلال عام 2019 فقط، 12 ألفًا و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وبلغت حالات الاختطاف عشرة آلاف و99 حالة بينهم سياسيون وعسكريون وطلاب ونشطاء، منهم 52 إمراة وسبعة أجانب، وعدد المخفين قسرًا 2537 حالة بينهم 231 امرأة و158 طفلًا.