أزمة اليمن الغذائية.. كيف نهش الحوثيون في بطون المدنيين؟
في الوقت الذي يمر فيه اليمن بأزمة غذائية، تندرج ضمن أكثر أزمات العالم بشاعة، فإنّ جهودًا دولية تحاول التصدي لهذه المأساة الناجمة عن الحرب الحوثية.
برنامج الأغذية العالمي كشف أنّه قدم مساعدات غذائية إلى 12.4 مليون شخص خلال شهر فبراير الماضي.
وقال البرنامج، في بيان له:"خلال شهر فبراير، قام برنامج الأغذية العالمي بإيصال المساعدات الغذائية المنقذة للأرواح إلى 12.4 مليون من اليمنيين".
وأضاف: "أكثر من 12 مليون شخصا في اليمن حصلوا على ما يكفيهم من الغذاء، نقدم الشكر للمانحين الذين ساعدونا في تحقيق ذلك شهراً تلو الآخر".
بعدما اقتربت الحرب من إتمام عامها السادس، تزايدت التحذيرات من تفاقم أكبر للأزمة الإنسانية التي تُكبِّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة، في ظل تفاقم الخوف من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفيما تبلغ نسبة ما يتم استيراده من المواد الغذائية 90% من احتياجاته، فقد قال تقرير لموقع "روسيا اليوم" إنّ اليمن وعددًا من البلدان العربية نتيجة ما تستورده يضعها على حافة كارثة غذائية، وبخاصةً أنّ التبعات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا سوف تعرض الدول العربية لخطر المجاعة.
وأضاف التقرير أنّ اليمن يقع ضمن الدول العربية التي تعتبر أكبر مستورد للغذاء في العالم، حيث تعتمد معظم الدول العربية بشكل كبير على واردات المواد الغذائية من الخارج. لذلك، وحال توقف استيراد المواد الغذائية، ستواجه بلدان الخليج تحدي الجوع وخطر كارثة إنسانية كبيرة.
وأشار إلى أنّه ونتيجة لفيروس كورونا فقد أوقفت مجموعة فولكس فاجن لصناعة السيارات مصنعها في روسيا لتوقف بعض مكونات السيارات عن الوصول من أوروبا، وحظرت كازاخستان (وهي أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم) تصدير معظم المواد الغذائية خارج البلاد.
وتابع التقرير: "من الواضح أنّنا على أعتاب اختلال في توازن الاقتصادات العالمية، وتصاعد لموجات الإفلاس، وإغلاق المصانع والشركات وإعلان إفلاس بلدان بأكملها، وسوف تكون ذروة كل ذلك التضخم المفرط في تلك العملات التي تطبع الآن، بلا حدود، بما في ذلك الدولار واليورو والين، لا يستطيع أحد أن يجيب عن سؤال مدى قربنا من هذه النقطة، لكنني أظن أننا ربما على بعد بضعة أشهر، وربما سنوات".
التحذير من أزمة غذائية في اليمن تأتي في وقتٍ يعاني فيه هذا البلد الذي مزقته الحرب الحوثية ، حيث يواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.
ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.
ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.