تدهور حاد وتبعات كارثية.. ماذا يعني وصول كورونا لليمن؟

الخميس 2 إبريل 2020 15:08:49
 تدهور حاد وتبعات كارثية.. ماذا يعني وصول كورونا لليمن؟

لم يُسجِّل فيروس كورونا المستجد حضورًا في اليمن إلى الآن، لكنّ الرعب يساور ملايين السكان من أن يطال هذا الوباء بلدهم الذي مزّقته الحرب.

صحيفة "العرب" الدولية سلّطت الضوء اليوم الخميس، على تعافي اليمن إلى الآن من فيروس كورونا المستجد، الذي ضرب معظم دول العالم وأدى إلى وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص وإصابة مئات آلاف منهم.

وحذرت الصحيفة من تبعات ونتائج كارثية في شتى المجالات، في حالة تسلل فيروس كورونا، إلى اليمن، مشيرة إلى تدهور حاد في القطاع الصحي الذي بات شبه مدمر، ولفتت إلى تأثيرات كبيرة للفيروس على حياة السكان، على الرغم من عدم انتشار هذا الوباء في اليمن.

ونبهت الصحيفة إلى أن العديد من اليمنيين اضطروا إلى إيقاف أعمالهم مؤقتا وبقائهم في منازلهم حرصا على سلامتهم من الفيروس، فيما يشكو آخرون من أن المخاوف من انتشار الفايروس قد أدى إلى ضرب حركة السكان في الأسواق والمؤسسات وغيرها.

وضمن الخوف من وصول كورونا إلى اليمن، فقد كرّر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، دعوته إلى التحرك بشكل عاجل نحو إنهاء الحرب.

وشدّد جريفيث، في بيانٍ له، على ضرورة وقف التصعيد من أجل الاستجابة لخطر تفشي فيروس كورونا الوبائي.

وفيما تعددت التحذيرات من خطورة وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فإنّ الوباء اللعين إذا ما وصل بالفعل سيكون بمثابة كارثة، لا سيّما أنّ الوضع الصحي والتجهيزات الحالية لا تستطيع مواجهة تداعيات الفيروس، فضلًا عن خطورة الحجر الصحي الذي أقامته مليشيا الحوثي في البيضاء وبخاصةً أنّه يهدد حياة المئات من المسافرين.

ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وسط مخاوف جمة بشأن وصول فيروس كورونا المستجد إلى مناطقهم في ظل بيئة صحية شديدة التردي.

ورصدت مصادر إعلامية عن حالة من التخوُّف انتابت السكان من وصول الوباء الخطير إلى مناطقهم، كونهم مروا بتجارب مريرة وأوضاع قاسية في ظل قبضة وحكم الميليشيات الحوثية التي لا تأبه لصحة وحياة السكان كما تدعي، بل تكرس جلّ جهدها وطاقتها لابتزازهم ونهب مدخراتهم لصالح المجهود الحربي.

وباء كورونا الذي أرعب العالم، أكَّدت قيادات المليشيات في حكومتها “غير المعترف بها” أنَّ تفشيه لا يعنيها، وقد تمّ التعبير عن ذلك على لسان رئيس حكومة المليشيات عبد العزيز بن حبتور: “العالم يهرب من التجمعات اليوم هربًا من فيروس كورونا، وشعبنا اليمني ليس لديه شيء يخسره، فقد متنا من الكوليرا والدفتيريا وفيروسات كثيرة، والعالم لم يتحدث عن هذا الأمر، ومن الطبيعي أن يموت هؤلاء اليمنيون”.

حملت تصريحات “بن حبتور” اعترافًا حوثيًّا مفضوحًا بأنّ تفشي وباء كورونا أمرٌ لا يشغلها على الإطلاق، لكنّ الأهم في مقابل ذلك هو الحصول على دعم أكثر عددٍ من المدنيين للزج بهم إلى الجبهات.

كما أنّ الإجراءات التي اتخذتها المليشيات الحوثية على مضض للوقاية من تفشي كورونا هي عبارة عن إجراءات شكلية ليس لها أي أثر أو وجود على أرض الواقع.

وتحاول المليشيات أن تظهر للعالم عبر وسائل إعلامها وعبر بعض القرارات والخطوات التي اتخذتها، أنها تحرص على صحة وحياة السكان في مناطق سيطرتها، على الرغم من عملها على تفشي الكثير من الأمراض.

ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، شهدت المناطق الخاضعة لقبضة المليشيات تفشيًّا مخيفًا لعددٍ من الأمراض المستعصية والأوبئة مثل الدفتيريا والكوليرا وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير.

في الوقت نفسه، تواصل المليشيات العمل على التدمير الممنهج من قبل الحوثيين للقطاع الصحي، ونهب المساعدات الإغاثية الطبية المقدمة من المنظمات الدولية.

وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، كما عملت على استهداف المستشفيات وعرقلة عملها سواء بتعريض حياة كوادرها للخطر أو قصفها لإخراجها عن العمل، فضلًا عن سرقة الأدوية المخصصة لعلاج المرضى.