التسجيلات الصوتية ومنشورات الشبكة.. خطر يستدعي الفتنة!

بين وقت وآخر تزداد حدة ( المواجهات ) في ميدان ( المعارك الصوتية ) التي يخوضها البعض ضد غيرهم ؛ وتستخدم فيها ألفاظ ولغة الشتائم وتسرد فيها أخبار ومعلومات وكأنها حقائق ومسلمات ؛ وتتم فيها إسقاطات ذاتية تفتقد للمنطق السليم والحجة المقنعة ؛ غير أنها تخلط الأوراق وتربك المشهد وتشوه وعي وقناعات من يتأثرون بها سلباً ؛ ويتم كذلك تخوين هذا وتشويه صورة آخر ؛ وتقزيم لدور فلان وتعظيم لدور علان ؛ أو الإنتقاص من دور ومكانة وتضحيات هذه المحافظة أو تلك المنطقة أو المدينة في مجرى الكفاح الوطني للجنوب الذي ساهم فيه الجميع وكل من موقعه وبما هو متاح له ؛ والقائمة طويلة في هذا الجانب الذي يعتبره البعض تنفسيا وتعبيراً عن رأيه وموقفه وقدرته على قهر وهزيمة الجنوبي الآخر مع الأسف الشديد ؛ ويجدون في إستخدام شبكة التواصل المجال المناسب لإثارة هكذا ( معارك ) بين أبناء الجنوب هم في غنى عنها ولا تخدم قضيتهم إطلاقاً مهما كانت الدوافع والمبررات !!

وعموماً التسجيلات الصوتية ليست المجال المناسب للحوار أو التفاهمات لأنها تقوم على الإنفعالات وردود الأفعال غير المنضبطة ووسيلة شحن خطيرة للمناطقية والدعوة للفتنة التي يراد للجنوب أن يحترق بنارها ؛ لأن هناك أطراف أخرى تستغلها وبذكاء ولؤم شديدين وتزيدها إشتعالاً لأنها تجد فيها ضالتها المثالية للوصول إلى أهدافها الشيطانية .

فكم من التسجيلات الصوتية يتم تداولها وعلى نطاق واسع وأصحابها غير معروفين ويجهل الناس أسماءهم وصفاتهم ؛ بل وينتحل البعض منهم أسماء مزوره ويذيلونها بالإنتساب لهذه المنطقة أو تلك ؛ بل ويقحمون عدن الجريحة في كل ذلك وفي كثير من الأحيان ؛ وهي التي لم تعد تحتمل المزيد من الحديث عنها وبأسمها أو نيابة عنها ولأهداف أنانية وحسابات سياسية قصيرة النظر وفاقدة للمصداقية ؛ في وقت تعيش فيه عدن أسوأ مرحلة في تاريخها على الإطلاق ؟!.

نأمل أن تصحو الضمائر وينتصر العقل والحكمة ويرتفع صوت العقلاء ؛ وأن يكون هو الأعلى من الأصوات الزاعقة والمنفعلة في هذه الظروف البالغة الخطورة على الجنوب وكل الجنوبيين وقبل فوات الآوان ويندم الجميع .

بل وننبه ونحذر هنا البعض من خطورة التعاطي مع ما تبثه شبكة التواصل الإجتماعي من هذه التسجيلات الصوتية وغيرها من المنشورات والبناء عليها في تقدير الأمور أو تقييم المواقف والذهاب بعيداً عن مقتضيات المصلحة الوطنية العليا للجنوب في هذه المرحلة التي تتطلب وأكثر من أي وقت مضى وحدة وتماسك الصفوف وتأجيل الخوض في الخلافات السياسية وجعل الموقف الموحد من مواجهة جائحة كورونا الكارثية فرصة للتقارب وتضييق المسافات بين مختلف الفرقاء والبناء عليها لاحقاً ومواصلة الحوار الجاد والمسؤول ؛ أملاً في الوصول إلى صيغة وطنية يتفق بشأنها الجميع وعلى قاعدة التفاهم والثقة والتنازلات المتبادلة والتوافق البناء وبعيداً عن التمترس السياسي الغير مستجيب لخطورة اللحظة وتطلعات الجنوبيين المشروعه والتي لا يمكن القفز عليها أو ترحيلها !.