قصف غاشم على مخيمات النازحين.. كيف ردّ الحوثيون على هدنة التحالف؟

الجمعة 10 إبريل 2020 20:11:41
 قصف غاشم على مخيمات النازحين.. كيف ردّ الحوثيون على هدنة التحالف؟

في الوقت الذي رحّب  فيه العالم أجمع بإعلان التحالف العربي وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، فإنّ المليشيات الحوثية ردّت بشكل عملي على هذه البادرة من التحالف، عبر تصعيد عسكري ينم عن إرهاب هذا الفصيل.

ففي محافظة صعدة، استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية مخيمات النازحين في مديرية رازح، وذلك بعد ساعات من إعلان التحالف العربي الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ نهار أمس الخميس خوفًا من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقالت مصادر عسكرية إنّ المليشيات الحوثية قصفت النازحين بعشرات الصواريخ والمدافع طويلة المدى في منطقة الأزهور بمديرية رازح في محافظة صعدة.

وأضافت المصادر أنّ الاستهداف الحوثي جاء بعد يوم واحد من توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إغاثية وإيوائية للنازحين الهاربين من بطش المليشيات الإرهابية المدعومة إيرانياً، مخترقين كافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية المحرمة لاستهداف النازحين والمدنيين.

وكان التحالف العربي قد أعلن على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتبارًا من نهار الخميس.

وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.

وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.

ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.

واعتبر متحدث التحالف أن قرار وقف النار جاء للوقوف مع الشعب اليمني، وأعرب عن أمله في استجابة مليشيات الحوثي لوقف النار، وقال إن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في اليمن.

وأشار إلى بدء إجراءات لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن، وأكّد أنّ الجهد الإنساني للتحالف العربي، يفوق جهده العسكري في اليمن.

خطوة التحالف تأتي في وقتٍ أصبح فيه العالم محتلًا من "كورونا"، ذلك الفيروس القاتل الذي غزا أغلب دول العالم وترك وراءه طوفانًا من القتلى والمصابين دون أن يعرف العالم له دواء إلى الآن، وفي ظل تردي البيئة الصحية اليمنية فإنّ الأمر يمثّل كابوسًا لن يتحمله أحد.

إقدام التحالف على الهدنة تُعبّر عن حرصه على حياة الناس، في خطوة لاقت ردود أفعال وترحيبًا على صعيد واسع، على أمل أن تسهم هذه الخطوة في حلحلة سياسية.

في المقابل، فإنّ الرد الحوثي عبر هذا التصعيد العسكري يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، وأنّ المليشيات لن تسير في طريق السلام، وأنّه مستمرة في إطالة أمد الحرب، وهو ما سيُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.