جرحى الحرب لم يسلموا من خطط الأخونة في تعز
منذ أن هيمنت مليشيات الإصلاح على محافظة تعز، ولم تتوقف عمليات أخونة المحافظة اعتماداً على خطط تنظيم الإخوان في جميع البلدان والمناطق التي سيطر عليها، غير أن المثير هذه المرة أن عمليات الأخونة طالت جرحى الحرب الذين تعرضوا لإصابات عديدة ليس لهم ذنب فيها سوى أن الشرعية ارتدت ثوب الخيانة وقررت التضحية بهم.
وفوجئ جرحى الحرب باستبعادهم من كشف التعويضات التي من المفترض أن تقدمها لهم مليشيات الإصلاح المسيطرة على المحافظة غير أن الرغبة نحو الأخونة حضرت أيضاً في كشوف المتضررين بعد أن جرى استبعاد أسماء المصابين الحقيقيين واستبدالهم بآخرين يتبعون إيديولوجياً مليشيات الإخوان.
أغلق جرحى الحرب في محافظة تعز، مبنى المحافظة المؤقت وشارع جمال في المدينة، غضباً من عدم صرف متسحقاتهم.
ونظم الجرحى اليوم الأحد، وقفة أمام مقر المحافظة المؤقت، للمطالبة بإنقاذهم وصرف مستحقاتهم، قبل أن يصعدوا بإغلاق مبنى المحافظة تعبيراً عن غضبهم.
ويتهم العديد من جرحى الحرب، مليشيا الإخوان بتجاهل مطالبهم، والتلاعب بهذا الملف لصالح آخرين ليس لهم علاقة بالحرب؛ لاعتبارات حزبية.
ويتوقع مراقبون أن يجري صرف تلك الأموال لصالح العناصر الإخوانية الذين جرى الزج بهم في المعسكرات التي استحدثها الإصلاح في المحافظة، وهي المعسكرات التي تستهدف حشد المليشيات إلى جبهة الساحل الغربي وإلى جبهة الضالع لتخفيف الضغط على المليشيات الحوثية.
وعلى مدار الأشهر الماضية بدأ الإصلاح بتجنيد الآلاف في معسكرات غير رسمية بتعز، يشرف عليها القيادي الإخواني المقيم حمود سعيد المخلافي.
وكشفت مصادر مطلعة استحداث المخلافي معسكرات جديدة لما بات يعرف بالحشد الشعبي في منطقة بني شيبة في الحجرية جنوب تعز، بالإضافة إلى معسكر آخر في مديرية المعافر، فيما ما يزال معسكر "يفرس" يستقبل العشرات من المجندين الجدد الذين تقوم بحشدهم دوائر مليشيات الإصلاح في مديريات تعز المختلفة، وفق ما أوردت صحيفة العرب اللندنية.
وأشارت المصادر إلى شروع الإخوان في إعداد ملفات عسكرية للمجندين، بهدف استصدار قرارات من وزارة الدفاع بتحويل التجمّعات الميليشياوية إلى ألوية عسكرية، تتبع وزارة الدفاع للتغطية على أنشطتها وإضفاء المشروعية على أنشطتها.
وأكدت مصادر نقلت عنهم الصحيفة؛ خضوع المجندين لدورات عسكرية وعقائدية معادية لدول التحالف العربي، في حين تكفلت الدوحة بدفع رواتب المجندين وتوفير احتياجات المعسكرات، إلى حين اكتمال إجراءات تأسيس الألوية العسكرية الجديدة، التي أكدت المصادر أنّ قيادات بارزة في الحكومة الشرعية تضغط من أجل الإسراع في إصدار قرار إنشائها عبر وزارة الدفاع.
وتتزامن التحركات الإخوانية في تعز مع تصاعد الحملة العسكرية والإعلامية، التي يقوم بها الإخوان، لإحكام السيطرة على المحافظة وإقصاء التيارات السياسية الأخرى التي ما تزال تشكل عائقاً أمام استكمال مخطط التمكين الإخواني في المحافظة التي شهدت، وفق ناشطين وإعلاميين، أكبر موجة من الاعتقالات والتهجير التي طالت صحفيين انتقدوا التغول الإخواني.
كما أشارت تقارير حقوقية إلى عمليات تهجير منظمة استهدفت صحفيين وإعلاميين تحت لافتة مناطقية ولعدم انتمائهم للمحافظة، وترافقت حملة الاعتقالات وحملة التحريض الإعلامي ضدّ المعارضين لسياسة الهيمنة الإخوانية في تعز مع تصعيد عسكري في بعض المناطق التي تتواجد فيها وحدات من اللواء "٣٥ مدرّع" الذي تم اغتيال قائده، عدنان الحمادي، من قبل عناصر تابعة للإخوان.