كورونا والحرب في اليمن

١/ كلما يتخيل المرء معنى وإمكانية إجتياح كورونا لبلادنا ، وهي كارثة لايستطيع أحد أن يتخيل كيف سيكون وقعها علينا ، خصوصاً وثمة مؤشرات بدخولها فعلا محافظة حضرموت ، والسبب لأننا نعيش في كنف سلطة رثة لاتحترم مسؤولياتها ولاتتحلّى بأبسط قدرٍ من الإحساس بتبعات مسؤولياتها على شعب وارض تحدق به أبشع كارثة كونية تجتاح العالم اليوم ، فلايملك المرء إلا أن يحتاط بقدر ماأمكنه ذلك شخصياً ويسلم أمره وأسرته لله فقط ! 

٢/ هذه السلطة لاهمّ لها إلا جمع المزيد من الثروات بالنهب من مواقع مسؤولياتها في البلاد ، وليذهب البقية الى الجحيم ، والواقع يظهر هذا وبكل جلاءٍ وسطوع ، ثم أن أدواتها على الأرض أكثر رثاثة ، وهذا على خلفية إذا فسد الرأس فسد كل الجسد .. وإلا ماذا يعني هروب وتدافع الأطقم الطبية من مواقع عملها في المستشفيات لمجرد بروز صوت يقول : هناك حالة كورونا !! هذا وضع كارثي فعلاً.

٣/ حتى تصريحات السلطة أو سواها عن الإحتياطات المتخذة للتصدي لهذا الفيروس الكارثي مثيرة للضحك وبأعلى درجاته ، فلا أسرة إستقبال متوافرة ، ولا أي تجهيزات طبية أو تشخيصية متواجدة للمواجهة ، وحتى الكمامات معدومة تماماً في البلاد بشكل كافٍ ! فكيف سيكون الأمر إذاً ؟! وإجراءات حظر التجوال المعلن عنها يتم التعامل معها بكل صور التسلط والعنجهية من النقاط المتوافرة في مناطق الحظر ، بالإضافة الى أن الغالبية العظمى من الشعب غير مبالية وتتعاطى بإستخفاف مع الأمر لنقص التوعية بأضرار وتبعات هذا الفيروس الكارثي من قبل السلطة وسواها من الفعاليات المجتمعية.

٤/ يمكن توصيف واقعنا في التعامل مع هذا الفيروس فيما إذا قدر الله وإنتشر في هذه البلاد - وهذا مرجح جدا - بأنه سيكون واقع كارثي بالمعنى الحرفي للكلمة .. إذ كيف يمكن للناس البقاء في بيوتهم وعدم الخروج للحد من الإنتشار والعدوى والناس لأربعة أشهر بدون مرتبات ؟! فمن أين سيقتاتون لتستمر الحياة ؟! والكهرباء والمياه في إنقطاعات مقرفة والدنيا صيف الآن ! وهذه من المسؤوليات الأولى على هذه السلطة الفاجرة العبثية وعديمة الإحساس بمسؤولياتها تجاه الشعب ، فهم منعمين في فنادق الرياض ، والشعب يغرق في مستنقع موحل وتتهدده أخطر كارثة شهدها عالمنا المعاصر ! 

٥/ مع الأسف الشديد ، دول التحالف ، ولحساباتٍ إنتهازية رخيصة تتعاطى مع هذه السلطة الشرعية بمنطقٍ أسخف وأقبح من أداء هذه السلطة الشرعية الإجرامية ، وطائرة أو طائرتين مدد بمواد إغاثية لمواجهة خطر كورونا هو فعل يثير الضحك والرثاء بكل صراحة ، لأن المطلوب هو شيئ أكثر وأكبر ، والأقل فيه إستئصال كل طاقم هذه السلطة الفاسدة العبثية والمجيء بحكومة تكنوقراط وكفاءات نظيفة تدير البلاد بشكل صحيح ، وتتصدّى لهذه الكارثة العالمية المحدقة بالبلاد ، وهذا نص عليه إتفاق الرياض الذي أهملته سلطات الرياض بنفسها وتقاعست عن الإصرار على تنفيذه ، وفي تواطؤ ظاهر مع هذه السلطة الشرعية الرثة.

٦/ ليس لدى هذا الشعب إلا الإعتماد على الله وحده ، وأن يحصن نفسه بما أمكنه من الإمكانيات ، ونسأل الله اللطف والرحمة بشعبنا من كارثة السلطة وكارثة كورونا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ، وبعد ذلك لكل حادث حديث.