هدنة التحالف والخروقات الحوثية.. بين الالتزام الإنساني وحق الدفاع عن النفس

الخميس 16 إبريل 2020 12:06:07
 هدنة التحالف والخروقات الحوثية.. بين الالتزام الإنساني وحق الدفاع عن النفس

في الوقت الذي تعالت فيه الآمال حول أن تكون الهدنة التي أعلنها التحالف العربي بداية لحلحلة سياسية مطلوبة، تهدف إلى وقف الحرب، فإنّ المليشيات الحوثية تواصل العبث بهذا المسار على النحو الذي يُطيل أمد الصراع.

التحالف العربي أعلن ارتفاع خروقات مليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار إلى 547 خرقا، منذ سريانه، وقال - في بيان: "إننا متمسكون بوقف النار رغم انتهاكات الحوثيين، ونحتفظ بحق الرد".

في الوقت نفسه، سجّلت القوات المشتركة، أمس الأربعاء، 16 خرقًا جديدًا لمليشيا الحوثي، في خمس مناطق بمحافظة الحديدة.

وقال مصدر في القوات المشتركة، إنّ خروقات المليشيات المدعومة إيرانيًّا، استهدفت القوات في مديريتي حيس والتحيتا ومنطقة الطور والفازة والجبلية.

وتواصل مليشيا الحوثي اعتداءاتها على المدنيين في محافظة الحديدة، على الرغم من إعلان التحالف العربي وقف إطلاق نار لمواجهة تبعة انتشار فيروس كورونا.

وشهدت الساعات الماضية، العديد من الخروقات الحوثية التي شنّتها المليشيات في الساحل الغربي، تأكيدًا لمساعيها الخبيثة نحو إطالة أمد الحرب.

وجدّدت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، القصف على الأحياء السكنية في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.

وأفادت مصادر محلية بأن المليشيات شنت قصف مدفعي استهدفت الأحياء السكنية في المدينة مستخدمة قذائف مدفعية الهاون الثقيلة.

وأضافت المصادر أنّ القصف الحوثي خلف حالة من الذعر والخوف والهلع في صفوف المدنيين القاطنين بمنازلهم بالمدينة.

في سياق متصل، دمّرت القوات المشتركة مدفع هاون تستخدمه مليشيا الحوثي لقصف منازل المواطنين ومواقع القوات في مديرية الدريهمي.

ووثّق تصوير جوي لحظة تدمير مدفعية اللواء الثاني عمالقة مربض لمدفع هاون تابع للمليشيات الحوثية في موقعه بجبهة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة بعد لحظات من إطلاقه القذيفة.

ويظهر الفيديو مشهد تدمير المربض بضربة مباشرة ومركزة من مدفعية اللواء الثاني عمالقة بعد لحظات قليلة من إطلاق المدفع الحوثي القذائف التي يخترق بها الهدنة.

وكان التحالف العربي قد أعلن على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتبارًا من نهار الخميس الماضي.

وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.

وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.

ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.

واعتبر متحدث التحالف أن قرار وقف النار جاء للوقوف مع الشعب اليمني، وأعرب عن أمله في استجابة مليشيات الحوثي لوقف النار، وقال إن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في اليمن.

وأشار إلى بدء إجراءات لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن، وأكّد أنّ الجهد الإنساني للتحالف العربي، يفوق جهده العسكري في اليمن.

خطوة التحالف تأتي في وقتٍ أصبح فيه العالم محتلًا من "كورونا"، ذلك الفيروس القاتل الذي غزا أغلب دول العالم وترك وراءه طوفانًا من القتلى والمصابين دون أن يعرف العالم له دواء إلى الآن، وفي ظل تردي البيئة الصحية اليمنية فإنّ الأمر يمثّل كابوسًا لن يتحمله أحد.

إقدام التحالف على الهدنة تُعبّر عن حرصه على حياة الناس، في خطوة لاقت ردود أفعال وترحيبًا على صعيد واسع، على أمل أن تسهم هذه الخطوة في حلحلة سياسية.

في المقابل، فإنّ الرد الحوثي عبر هذا التصعيد العسكري يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، وأنّ المليشيات لن تسير في طريق السلام، وأنّه مستمرة في إطالة أمد الحرب، وهو ما سيُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.