ألغام الحوثي في الحديدة.. شِباك الموت التي تصطاد الآمنين
واصلت الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع، في اصطياد حياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.
ففي جرم حوثي جديد، أصاب لغمٌ من مخلفات المليشيات المدعومة من إيران، اليوم الخميس، مواطنًا نازحًا في أحد طرق منطقة الكدح في مديرية الخوخة، بمحافظة الحديدة.
وقال مصدر طبي في مستشفى الخوخة، إن الانفجار أدى إلى إصابة المواطن خالد محمد إسماعيل، بجروح خطيرة في قدمه، ومناطق متفرقة من جسده، مشيرا إلى نقله لمستشفى الخوخة لتلقي العلاج.
وتعتبر إزالة الألغام أحد أهم الجهود التي تمارسها القوات المشتركة في كبح جماح الإرهاب الحوثي الذي كبّد المدنيون ثمنًا باهظًا من جرّائه.
وعلى مدار الأيام الأربعين الماضية، واصلت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، ملاحقة أدوات الموت الحوثية في مناطق الساحل الغربي، متتبعة الألغام والعبوات الناسفة ورؤوس الصواريخ المتفجرة، حيث يمضي مهندسو المشتركة في مسح الطرقات والمنازل والمزارع نزع بذور الموت التي تفننت مليشيا الحوثي في ابتكارها لتؤدي غرض القتل وإراقة الدماء.
ففي مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، هناك ألغام فردية، تجرمها القوانين الإنسانية الدولية، عملت المليشيات الحوثية على تمويهها بعلب تونة كدواسة صاعق لتلك الألغام، ومتفجرات "سي فور" على شكل قطع خشبية، كشفها مهندسو "المشتركة"، وقاموا بتفكيكها.
وفي قرية غليفقة في ذات المديرية، فجّرت الفرق الهندسية برفقة دورة للواء السابع دفعة من الألغام تقدر بـ1200 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات ما زرعته المليشيات الحوثية في مناطق مختلفة من الحديدة، ويعد هذا التفجير الثامن من نوعه، غير تفكيك ونزع رأسي صاروخين زنة كل واحد منهما 750 كيلوجراما، في المثلث الرابط بين القرية والصيد والمملاح.
وفي الدريهمي كذلك، شرق منطقة القضبة، مسحت وطهرت فرقة هندسية مساحات واسعة من ثمانية ألغام خلال يومين من العمل بمساعدة الأهالي الذين كانت لهم مساهمة في إرشاد الفرقة على مكان أحد الألغام.
وأسفرت عملية مسح إضافية، عن كشف ونزع عشرة ألغام حوثية في الحمراء بالدريهمي من أجل تأمين تحركات الأهالي دون مخاطر.
وفي جنوب منطقة الطائف جوار منازل المواطنين، نفذ المهندسون مسحًا أدى لنزع لغمين اثنين ونزع خمسة أخرى بعد تفكيكها شمال مطاحن البحر الأحمر، على تخوم مدينة الحديدة، عاصمة المحافظة.
هذه الجهود تستهدف استئصال الإرهاب الحوثي، حيث تقوم المليشيات بزراعة العبوات الناسفة وحقول الألغام في الطرقات والمزارع والأحياء السكنية والسواحل في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
المليشيات منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتىباب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وتتنوّع الألغام المزروعة ما بين مضادة للدروع والأفراد، والعبوات الناسفة، والتي تعد ألغاماً فردية، محرم زرعها أو نقلها أو تصنيعها وفق اتفاقية أوتاوا، والتي تتنوع ما بين عبوات ناسفة بدوائر كهربائية وبأشعة تحت الحمراء "كاميرات"، وأخرى تعمل تحت الضغط، وقذائف مدفعية، ورشاشات، وقنابل طيران.
وتشير مصادر حقوقية إلى أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية تُشكِّل خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يُهدِّد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمّد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وينظر إلى الألغام التي صنعها الحوثيون محلياً عبر خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله، بأنّها أكثر خطورة من غيرها من الألغام، لأنّها تنفجر من خلال الحرارة أو من خلال اقتراب أي جسم منها.
وزرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.