إغاثات تداوي الآلام.. الإمارات تنقذ المدنيين من أوبئة الحوثي

السبت 18 إبريل 2020 15:46:47
إغاثات تداوي الآلام.. الإمارات تنقذ المدنيين من أوبئة الحوثي

في الوقت الذي دفع فيه دفع فيه القطاع الصحي أبشع الأثمان بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، فإنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل العمل على دعم هذا القطاع.

وتبذل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية جهودًا كبيرة في سبيل إيصال الخدمات الطبية إلى المرضى والمحتاجين على امتداد الشريط الساحل الغربي وذلك ضمن الجهود الإغاثية والإنسانية التي تبذلها من أجل التخفيف من معاناة المدنيين في ظل الأزمة الراهنة.

وتحقق العيادات المتنقلة التي تسيرها الهيئة للمناطق النائية والبعيدة في الساحل الغربي نجاحات متواصلة، من خلال أعداد الحالات المرضية التي يجري معاينتها وتقديم لها العلاجات المجانية.

وتطوف ثلاث عيادات متنقلة بكامل طواقمها ومستلزماتها الطبية يوميًّا على القرى والتجمعات السكانية في الشريط الساحلي من الخوخة وصولًا إلى الدريهمي، فضلًا عن تجمُّعات النازحين في منطقتي العليلي والوعرة بمديرية الخوخة ومنطقة الحيمة بمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة.

ورفعت الهيئة وتيرة تسيير العيادات المتنقلة إلى المناطق المحتاجة والمنكوبة بالأوبئة والأمراض القاتلة، وذلك بهدف مساعدة المرضى والأهالي على الحصول على رعاية صحية متكاملة، حيث جاءت التحركات الصحية مواكبة لخطة العمل الشاملة التي تتبناها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مع التطورات والأوضاع الصحية التي تشهدها المناطق والقرى النائية على امتداد الساحل الغربي.

وقدمت عيادة الهلال الإماراتي علاجات خلال الربع الأول من العام الحالي 2020 لأكثر من 6100 حالة متنوعة تضمنت أمراض الحميات (الضنك والملاريا) والإسهالات المائية الحادة، وأمراض الجهاز التنفسي. وأسهمت زيادة نشاط العيادات التي وصلت إلى 50%، مقارنة بالربع الأول من العام الماضي إلى ارتفاع عدد الحالات التي تم معالجتها منذ إطلاق مشروع العيادات المتنقلة في النصف الثاني من عام 2018 ليصل إلى أكثر من 84 ألف حالة مرضية مختلفة.

ورافق تسيير العيادات المتنقلة إلى القرى والمناطق النائية والبعيدة، تزويد مستشفيات ومراكز صحية في الدريهمي وحيس والتحيتا والخوخة وموزع والوازعية بشحنات دوائية متكاملة لمواجهه الأمراض المنتشرة والمعدية.

وأكد مدير الإدارة الطبية بهيئة الهلال في الساحل الغربي الدكتور علي الموري الحرص على استمرار العيادات المتنقلة للقيام بواجبها الإنساني تجاه اليمنيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية، وتقديم الأدوية المجانية للذين لا يجدون ثمنها في القرى والمناطق النائية، موضحًا أنّ العيادات المتنقلة تحمل على عاتقها التوعية بأخطار الأوبئة والأمراض، وآخرها فيروس كورونا وطرق الوقاية منه.

وأشار إلى أن العيادات المتنقلة تواصل عملها على مدار الأسبوع دون توقف وتجوب القرى والمناطق، وتلبي النداءات والمناشدات الإنسانية من أجل التخفيف من معاناة الأهالي والمرضى ومساعدتهم صحيًّا.

وعبّر عددٌ من المستفيدين عن سعادتهم وجزيل شكرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدين أنّ وصول العيادات المتنقلة بشكل دوري إلى قراهم خفف عنهم أعباء الانتقال إلى المستشفيات في مراكز المديريات سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة جراء الحرب الحوثية.

هذه الجهود الإغاثية الإماراتية تأتي في وقتٍ يعاني فيه القطاع الصحي من آثار مرعبة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وخلّفت واقعًا شديد البشاعة.

تتوالى التحذيرات من كارثة صحية ستحل على اليمن الذي يمر أصلًا بمأساة مروعة، بسبب مخاوف من وصول فيروس كورونا المستجد إلى اليمن، في ظل بيئة صحية شديدة التردي.

ففي هذا السياق، حذّر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، من مخاطر تعرض القطاع الصحي اليمني لكارثة كبيرة في حال تفشي فيروس "كورونا" المستجد.

وقال المركز - وهو منظمة إقليمية حاصل على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة ـ في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للصحة، إنّ اليمن مقبل على كارثة كبيرة ستتسبب في انهيار القطاع الصحي وتدهور الخدمات الصحية في جميع أنحاء اليمن.

وأضاف أنّ القطاع الصحي تعرض لعملية تدمير حقيقية خلال سنوات الحرب القائم، وأنه فقد قرابة 70% من قدراته الضعيفة أصلًا، مشيرًا إلى أنه منذ اندلاع الحرب الحوثية في سبتمبر 2014 تدهور الوضع بشكل متسارع وخسر اليمنيون ذلك القليل الذي كان في قطاع الصحة.

وأشار المركز إلى أنّ الحرب كانت كارثة مضاعفة على هذا القطاع الهام، حيث دُمرت الكثير من المنشآت الصحية وتضاعف الاحتياج بسبب تفشي الأمراض والأوبئة وتزايد عدد جرحى الحرب ومغادرة الكوادر الطبية المختلفة البلاد.

وناشد البيان، المجتمع الدولي بضرورة إعطاء هذا القطاع الأولية القصوى خاصة مع تزايد خطر احتمال انتشار فيروس كورونا وهو الأمر الذي سيجعل اليمن في كارثة أشد وطأة.

إجمالًا،تعمَّدت المليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.

وهيمن الحوثيون على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.

في الوقت نفسه، فإن المليشيات الحوثية استهدفت القطاع الصحي أيضًا بسلسلة طويلة من الاعتداءات على المستشفيات، تعمّدت من ورائها العمل على تعطيلها وإخراجها عن الخدمة، على النحو الذي يضاعف من الأزمة الصحية.

ويشهد اليمن أكبر العمليات الطارئة التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في أي مكان بالعالم، وتستهدف توفير الغذاء لنحو 12 مليون شخص شهريًّا من الأكثر ضعفًا وتضررًا بانعدام الأمن الغذائي، وقال البرنامج إنَّ هذا المستوى من الاستجابة حيوي لمنع انزلاق اليمن إلى هاوية المجاعة.

ويواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.

ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.

ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.