انتحار الشرعية على جبهات الجنوب
هناك أسباب عديدة تجعل الشرعية أمام هزيمة مستحقة في الجنوب إذا صعًدت عسكريا، أولها؛ أنها تسير وقفاً إملاءات دولية من قبل تركيا وقطر، وتقوم بعملية حشد عشوائي استجابة لمطالب البلدين اللذين يسعيان إلى استغلال انشغال العالم بجائحة كورونا لخلق أمر واقع جديد يجري التعامل معه بعد انتهاء الأزمة، وتبدو عناصرها أنها ساعية للانتحار ما يجعلها أكثر قابلية للهزيمة.
السبب الثاني يرتبط بالحالة المعنوية للشرعية التي أقدمت على تسليم الجبهات في الشمال، وظهرت أمام مناصريها في موقف المهزوم حتى وإن لم تشارك في المعارك من الأساس، لكنها في النهاية تعرضت للطرد من المواقع التي كانت تسيطر عليها، وبالتالي فإن الحديث عن انتصار العناصر التي فرت هاربة من المليشيات الحوثية وهربت أيضاً من قبل في مواجهة القوات الجنوبية يعد ضرباً من الخيال.
وكذلك فإن الشرعية تعاني تفككاً في بنيتها في وقت لا وجود تقريباً لدور وزير دفاعها محمد المقدشي الذي قام بتسريح عناصر قوات الجيش فيما حل مكانها مليشيات حمود المخلافي في تعز الممولة من قطر وتركيا، وهي مرتزقة لن تستطيع الصمود أمام القوات الجنوبية التي لديها خبرات وقدرات قتالية فائقة اكتسبتها من المعارك التي خاضتها ضد مليشيات الحوثي والإخوان طيلة السنوات الماضية.
وفي المقابل فإن القوات الجنوبية لديها مقومات تجعلها قادرة على دحر مليشيات الشرعية، إذ أنها تحقق الانتصار تلو الآخر على المليشيات الحوثية في جبهة الضالع، وأضحى لدى القوات هناك قوة لا يمكن الاستهانة بها، بجانب أنها أمنت العاصمة عدن وأضحت مستعدة للدخول في أي معركة حال اقتضت الضرورة ذلك.
تجد مليشيات الشرعية نفسها في الجنوب من دون سند سياسي أو شعبي وبالتالي فإن عناصرها يتيهون وسط الصحاري من دون أن يتمكنوا من تحقيق التواجد المطلوب على الأرض، كما أن الشرعية تدرك جيداً أن أي تحرك في الوقت الحالي لن يمر مرور الكرام سواء من القوات الجنوبية أو التحالف العربي.