قصف التحيتا وغارات الجبلية.. هنا يُصنع الإرهاب الحوثي
واصلت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، جرائمها الإرهابية التي تستهدف إطالة أمد الحرب، وتطلق مزيدًا من الرصاص على الهدنة التي أعلنها التحالف العربي.
ففي محافظة الحديدة، اعتدت مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، خلال الساعات الماضية، على القرى في مديرية التحيتا ومنطقة الجبلية.
وكشفت مصادر محلية في التحيتا، أنّ المليشيات الإرهابية أطلقت عددًا من قذائف الهاون الثقيل عيار 120 على الأحياء السكنية في مركز المدينة.
وهاجمت مدفعية المليشيات الحوثية منطقة الجبلية، وقصفت القرى السكنية بقذائف آر بي جي وأسلحة رشاشة متوسطة.
ويتواصل قصف المليشيات الحوثية في تصعيد مستمر للخروقات اليومية للهدنة في مناطق محافظة الحديدة .
سياسيًّا، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده نحو تحقيق حلحلة سياسية، توقف الحرب اليمنية التي دخلت عامها السادس، وقد دفع المدنيون أبشع الأثمان على إثرها.
وكشف جريفيث، عن مباحثات يومية على مدار الأسبوعين الماضيين، مع أطراف النزاع، حول نصوص الاتفاقات التي اقترحتها الأمم المتحدة.
وقال في إحاطته لمجلس الأمن حول الوضع في اليمن، إن المباحثات تحرز تقدما في التوصل لتوافق حول مقترح وقف إطلاق النار في عموم البلاد، مشير إلى بعض النقاط العالقة بين الأطراف.
وأشار إلى أن جائحة فيروس كورونا تتطلب تركيز جميع الموارد، مؤكدا أن اليمن لا يستطيع خوض معركتين في وقت واحد، مع الحرب والجائحة.
وشدد على أن هناك فرصة سانحة لإحلال السلام في اليمن، موضحا أن التصعيد العسكري على عدة جبهات متواصل منذ ثلاثة أشهر.
وكانت الأمم المتحدة قد وجّهت - قبل أيام - دعوة عاجلة لوقف النزاع في اليمن، تزامنًا مع تحذيرات دولية عديدة تنبِّه إلى المخاطر الكارثية من وصول فيروس كورونا المستجد إلى اليمن.
وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرتش دعوته إلى وقف النزاع في اليمن، وقال إن النزاع تصاعد على الرغم من دعم وقف إطلاق النار من مختلف أطراف النزاع، وشدّد على ضرورة وضع حد للصراع الكارثي والكابوس الإنساني في اليمن، مطالبًا جميع أطراف النزاع بالجلوس حول طاولة المفاوضات.
وأوضح جوتيرتش: "يجب أن تكون هناك معركة واحدة فقط في عالمنا اليوم هي معركتنا المشتركة ضد فيروس كورونا".
بالتزامن مع دعوة جوتيرتش، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده من أجل إنهاء الحرب في اليمن، بعدما دخلت عامها السادس، وخلّفت واقعًا شديد البؤس، يدفع ثمنه المدنيون.
وسبق أن كشفت مصادر مطلعة عن أنّ جريفيث فتح أربع جبهات أممية، يسعى من خلالها لإنهاء الحرب، تتمثّل في وقف كامل لإطلاق النار في أرجاء اليمن كافة أولاً، وثاني الجبهات إجراءات إنسانية واقتصادية لتخفيف معاناة السكان، وثالثها استئناف عاجل للعملية السياسية، أما رابعها فهو تعزيز جهود مشتركة بين الأطراف لمواجهة خطر فيروس (كوفيد - 19) الذي يجتاح العالم.
وكشف مكتب جريفيث أنّه عقد سلسلة من المناقشات الثنائية مع الأطراف بشكل منتظم لبحث خطوات محددة، بشكل يومي، بهدف الجمع بين الأطراف في اجتماع (افتراضي) متلفز، من خلال الإنترنت في أقرب وقت ممكن.
حديث جريفيث عن حلحلة سياسية لا يجب أن يقابل بموجة تفاؤل كبيرة، فكثيرًا ما تمّ الإعلان عن خطوات مماثلة إلا أنّ شيئًا على الأرض لم يتحقق، فالمليشيات الحوثية واصلت ارتكاب الجرائم والخروقات وهو ما أطال أمد الحرب، وكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
وفيما دخلت الحرب عامها السادس، ومع بلوغ الأزمة الإنسانية حدًا أصبح من غير المقبول السكوت أمامه أكثر من ذلك، فإنّ الأمم المتحدة أصبحت مطالبة بالعمل فورًا على تغيير استراتيجيتها، لا سيّما فيما يتعلق بالضغط على المليشيات لإرغامها على السير في طريق السلام.