السيول تضاعف ظلام عدن.. كيف تتمادى الشرعية في إهمالها؟
فاقمت السيول الشديدة التي تعرّضت لها عدن، خلال الساعات الماضية، من أزمة انقطاع الكهرباء على مدار الأيام الماضية، ضمن كلفة باهظة تدفعها العاصمة إثر الإهمال المتعمد من قِبل حكومة الشرعية.
تواصلت أزمة انقطاع الكهرباء في العاصمة عدن، بسبب الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها أمس الثلاثاء، وتخطت ساعات انقطاع الكهرباء بمعظم مديريات العاصمة الـ20 ساعة، بعدما عطلت السيول منظومة الكهرباء.
إلا أنّ خدمة التيار الكهربائي بدأت في العودة بشكل تدريجي ظهر اليوم الأربعاء، ببعض مديريات العاصمة عدن، عقب انقطاع دام أكثر من 20 ساعة.
وساهمت الجهود التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي بشفط وإزاحة مياه السيول ببعض المناطق، في تسهيل عمل فرق الكهرباء لإصلاح الأعطال وإعادة الخدمة.
وعادت خدمة التيار بشكل جزئي ببعض مناطق مديريات البريقة والمنصورة والشيخ عثمان، وسط توقعات بعودتها بشكل شبه كامل خلال الساعات المقبلة.
وأحدثت الأمطار والسيول الجارفة أضرارًا بالغة بمحطات التحويل والمحطات الفرعية ومحطة توليد حجيف، وسط محاولات من الفرق المختصة التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي لإصلاح المنظومة.
وتعرّضت عدن أمس الثلاثاء، لأمطار وسيول حادة، غمرت شوارع مديريات المنصورة والشيخ عثمان، ودار سعد، وألحقت أضرارًا بالمحال التجارية والمساكن الأرضية، وأدّت إلى توقُّف كلي لخدمات الكهرباء والمياه وشل الحركة، بعدما تحولت الشوارع إلى بحيرات.
وأدت السيول والأمطار الغزيرة التي انهمرت على مديريات العاصمة عدن إلى وفاة ثمانية مواطنين بينهم خمسة أطفال، وإصابة 4 آخرين.
وأعلنت الأجهزة الأمنية أن المتوفين خمسة من سكان مديرية صيرة، وطفلين جرفتهما السيول في مديرية التواهي، وشخص بالعريش بالتماس كهربائي بسبب مياه الأمطار، فيما أصيب أربعة بينهم امرأة في حي الشيخ عثمان.
وأشارت إلى تضرُّر عدد من المنازل التي جرى رصدها كحصيلة أولية بين انهيار كامل وجزئي، منها نحو 66 منزلا انهيارا جزئيا في مدينة كريتر، ومنزل في التواهي بشكل كامل، وثمانية منازل في منطقة خور مكسر بشكل جزئي، ومنزل في الشيخ عثمان بشكل جزئي.
"الشرعية"، على مدار السنوات الماضية، أعدّت ونفّذت مؤامرة خبيثة عمدت من خلالها على صناعة أزمات حياتية بشعة، لعل أشدها بشاعة هي أزمة انقطاع الكهرباء لا سيّما في العاصمة عدن، في وقتٍ تنهب فيه الشرعية ثروات ومقدرات الجنوب.
وتمثّل صناعة الأزمات الحياتية أحد أوجه الاستهداف من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، ضد الجنوب بغية التضييق على مواطنيه.
وتدفع مختلف القطاعات الإدارية في العاصمة عدن ثمن السيطرة الإدارية عليها من قِبل حكومة الشرعية، وهو ما يضاعف الأعباء على المواطنين، ضمن مخطط إخواني يستهدف النيل من الجنوب وأمنه واستقراره.
وتتعمّد حكومة الشرعية افتعال الأزمات الحياتية، وهو أحد صنوف الاعتداءات التي تمارسها المليشيات الإخوانية في مناطق الجنوب التي تحتلها وتسيطر عليها هذه المليشيات التابعة للشرعية، حيث تعمل على التضييق على المواطنين عبر سلاح الخدمات من أجل التنغيص عليهم.