35 مدرع.. لواءٌ يؤرِّق الإخوان
لم تكتفِ المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية باغتيالها للشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، لكنّها واصلت جرائمها ضد هذا اللواء.
ففي الساعات الماضية، اختطفت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية،في محافظة تعز، ضابطا في اللواء 35 مدرع، الذي كان يقوده الشهيد العميد عدنان الحمادي.
وقالت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إن قوة أمنية تتبع مليشيا الإخوان، اقتحمت مستشفى البريهي في منطقة بير باشا، واعتقلت الضابط في اللواء 35 مدرع إسحاق السروري، عقب سويعات من إجرائه عملية جراحية طارئة.
وأضافت المصادر أنّ جريمة اختطاف الضابط المريض، تندرج في إطار الاستهداف الممنهج لكوادر وقيادات اللواء 35 مدرع من مليشيا الإخوان، الذي بدأته باغتيال قائد اللواء العميد عدنان الحمادي في ديسمبر الماضي بعد أن رفض الانصياع لأجندات المليشيات الإرهابية.
يبدو أنّ اللواء 35 مدرع سيظل عنوانًا للاستهداف من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، حيث لم يكتفِ هذا الفصيل المتطرف اغتيال قائده عدنان الحمادي لكنّه يواصل جرائمه الإرهابية التي تستهدف عناصر هذا اللواء.
ففي نهاية فبراير الماضي، وقعت جريمة فاحت منها رائحة إخوانية، حيث قام مسلحون بمحافظة تعز باختطاف أحد المسؤولين في اللواء 35 مدرع، وقالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ مسلحين اعترضوا مسؤول الشؤون المالية في اللواء أسامة عبدالله المزهدي في منطقة التحرير الأسفل، وطلبوا منه تحت تهديد السلاح السير باتجاه حي المسبح.
وأضافت المصادر أنَّ المسلحين وعقب وصولهم إلى حي المسبح طلبوا من المزهدي النزول من السيارة بعد أن نهبوا ما بحوزته من أغراض ومنها هاتفه المحمول قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة غير معلومة.
هذه الواقعة جاءت بعد يومٍ واحد من مقتل أحد مرافقي القائد السابق للواء 35 مدرع بتعز العميد عدنان الحمادي، جراء إصابته برصاصة اخترقت رأسه.
وقتل الجندي عواد عبدالله عبدالجليل الفقيه وهو من منتسبي اللواء 35 مدرع، عصر الأحد، في منزله بمنطقة الصنة في مديرية المعافر بتعز.
وأضافت المصادر أنَّ الفقيه قتل برصاصة خرجت من سلاح زميل له خلال تشاركهما في مضغ القات، موضحةً أنّ هناك غموضًا يحيط بالواقعة، حيث تعددت الروايات ما بين مقتله برصاصة خرجت من زميله بطريق الخطأ، أو أن الحادث مُدبر وعلى علاقة بقضية اغتيال الحمادي.
تزامن كل ذلك مع إصدار نيابة الاستئناف الجزائية المتخصصة في العاصمة عدن أوامر بإحضار عدد من النشطاء والإعلاميين التابعين لمليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في محافظة تعز، في قضية اغتيال اللواء عدنان الحمادي.
ووفقًا لنص القرار الذي حصل "المشهد العربي" على نسخة منه، فقد شملت الأسماء كلًا من وئام الصوفي، عبدالعزيز المجيدي، وليد توفيق عبدالخبير اليوسفي، أحمد الذبحاني، مختار الوجيه، ياسر المليكي، مازن عقلان، هيثم النمري ، عمر عبدالله حسن الصعيدي، ومصعب القدسي.
وتواصل المليشيات الإخوانية تحركاتها من أجل السيطرة على اللواء 35 مدرع، بعدما اغتالت قائده اللواء عدنان الحمادي قبل أسابيع.
وقامت المليشيات الإخوانية في قيادة محور تعز بتعزيز اللواء 35 مدرع بـ3000 فرد وضابط من قوات الحشد الشعبي التي تلقت تدريبات مكثفة في معسكر يفرس الذي مولته قطر وتركيا.
هذه الخطوة فضحت مخطط قيادة المحور وقوات الحشد الشعبي لاغتيال العميد عدنان الحمادي وتحييد القوى الوطنية من قيادة اللواء، استكمالًا للسيطرة عليه ونشر قوات إخوانية في منطقة الحجرية بشكل كامل.
الواقعة الإخوانية أثارت كثيرًا من التساؤلات فيما يتعلق باختيار اللواء 35 مدرع دون غيره لاستيعاب هذه القوة البشرية، في الوقت الذي ما يزال نحو 1000 ضابط وجندي من منتسبي اللواء الرسميين مبعدين من قبل قيادة المحور منذ أعوام.
يُضاف إلى ذلك صدور قرار سابق من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة يقضي بفصل التعامل المالي والإداري بين اللواء 35 مدرع وقيادة محور تعز، وربط اللواء 35 بقيادة المنطقة مباشرة.
وتزامن الإفراج عن الأرقام العسكرية وضم القوة البشرية للواء 35 مدرع، مع حادثة اغتيال قائده عدنان الحمادي، يجعل قيادة المحور في "دائرة الشك" كأحد الأدلة على تورط قيادة المحور ومليشيا الحشد الشعبي الإخوانية باغتيال العميد الحمادي والسعي لتسريح وتشتيت قوة اللواء واستبدالها بقوات إخوانية.
وضمن المخطط الإخواني نفسه، فقد افتتح القيادي الإخواني حمود المخلافي معسكرًا لمليشيا الحشد الشعبي التي أسَّسها في محافظة تعز بدعم قطري، بهدف السيطرة على المحافظة، وذلك في منطقة يفرس التابعة لمديرية جبل حبشي في تعز، حيث يضم المعسكر آلاف المسلحين.
وحشدت المليشيات الإخوانية هؤلاء المقاتلين وبدأت في تدريبهم على استخدام السلاح بواسطة ضباط سابقين في الجيش يدينون بالولاء لجماعة الإخوان الإرهابية، بالتزامن مع واقعة اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في مديرية المعافر، والذي كان يشكل حائط صد أمام محاولة مليشيا الإخوان السيطرة على المحافظة واستخدامها في ابتزاز التحالف العربي لضمان استمرار تحكمه بالقرار.
وشرع حزب الإصلاح منذ عدة أشهر، في تأسيس قوات الحشد الشعبي، وجنّد خمسة آلاف شخص بدعوى مساندة التحالف العربي في مواجهة مليشيا الحوثي، إلا أنّ المحاور التي تتواجد فيها هذه المليشيات الإخوانية توقفت فيها المواجهات منذ ما يزيد على العامين، إلا أن الهدف غير المعلن هو استباق أي خطوة لإعادة هيكلة قوات الجيش وتنقيتها من الدخلاء، وحتى يحتفظ "الإخوان" بجناح مسلح خاص على غرار مليشيا الحوثي.