جنوبيون عند الموعد.. تأييد مطلق لقرار الإدارة الذاتية

السبت 2 مايو 2020 13:08:00
 جنوبيون عند الموعد.. تأييد مطلق لقرار "الإدارة الذاتية"

يومًا بعد يوم، يبرهن الشعب الجنوبي على وعيه بالتحديات التي تحيط به، ويقدِّم نموذجًا يحتذى فيه الالتفاف وراء قادته، ورفع راية التماسك الشعبي في وجه المؤامرات التي تُحاك ضده.

ففي محافظة حضرموت، نظم أهالي منطقة ميفع حجر مسيرة جماهيرية لتأييد بيان المجلس الانتقالي الجنوبي وإعلان الإدارة الذاتية للجنوب العربي.

وانطلقت المسيرة الجماهيرية والتي رفع فيها المشاركون أعلام الجنوب، من أمام مقر القيادة المحلية بمدينة السفال حيث جابت شوارع المدينة.

وردد المشاركون خلال المسيرة بعض الشعارات المؤيدة لخطوات المجلس الانتقالي والتي كان أبرزها "لا شرعية بعد اليوم" و"حضرموت جنوبية قبل الوحدة والشرعية".

وخلال المسيرة، دعا رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمدرية محمد بادريس المواطنين إلى توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر التي يقابلها الجنوب.

في سياق متصل، نظّم أهالي مدينة بروم، مسيرة حاشدة لتأييد بيان المجلس الانتقالي الجنوبي بفرض الإدارة الذاتية للجنوب العربي.

وانطلقت المسيرة الجماهيرية من أمام فرزة بروم، رفع خلالها المتظاهرون أعلام دولة الجنوب وصور الرئيس عيدروس الزٌبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وعبر المشاركون في المسيرة عن فرحتهم بفرض الإدارة الذاتية وتشكيل لجنة إشرافية على مؤسسات الجنوب لمحاربة الفساد والتسيب الإداري.

وأكدوا، أن هذه الخطوة ستنهي حقبة زمنية من المعاناة وغياب الخدمات الأساسية عن الجنوب.

في سياق متصل، كانت محافظة أبين عند الموعد هي الأخرى، وقد رصد "المشهد العربي" تفاعل المواطنين هناك بإعلان الإدارة الذاتية، حيث رحّب الأهالي بقرار هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان الإدارة الذاتية للجنوب، ووصفوه بأنه قرار صائب وخطوة مهمة، وأكدوا الالتفاف الشعبي لدعمه لمصلحة شعب الجنوب، وعبروا عن ثقتهم الكبيرة بقدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على إدارة هذه المرحلة رغم العراقيل التي وضعتها حكومة الشرعية.

ومثّل إعلان المجلس الانتقالي، الإدارة الذاتية للجنوب صفعة على وجه حكومة الشرعية التي تنفذ خطة مشبوهة، تقوم على احتلال الجنوب وبسط هيمنتهم ونفوذهم عليه، في وقتٍ تركت فيه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني أراضيها من أجل الحوثيين.

وهذا الأسبوع، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وقررت عقب اجتماع طارئ بحضور القيادات العليا للجيش الجنوبي، منذ قليل، إعلان الإدارة الذاتية للجنوب بدءا من ليل السبت "الماضي".

ونص القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ودعت الهيئة الجماهير إلى الالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب.

كما قررت تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد في الهيئات المركزية والمحلية، بتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في المحافظات.

وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللجان الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب، بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب.

وطالبت الهيئة محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب إلى الاستمرار في أعمالهم.

ودعت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية لتحقيق أمن واستقرار شعب الجنوب، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وأرجعت الهيئة قرارها إلى تزايد المؤامرات وعدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر وإهمال أسر الشهداء والجرحى ودعم الإرهاب وقوى التطرف وانهيار الخدمات العامة.

وأشارت إلى استمرار صلف حكومة الشرعية وتسخيرها موارد وممتلكات شعب الجنوب في تمويل أنشطة الفساد وتهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق الرياض بالتزامن مع صمت غير مبرر من الأشقاء في التحالف العربي.

بهذه الخطوة، تكون القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، قد لبّت مطلب الشعب بأن تتخذ خطوات فاعلة على الأرض في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الوطن من قِبل حكومة الشرعية.

وأصبح يوم "السادس والعشرون من أبريل" أحد الأيام الفارقة في تاريخ الجنوبيين، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب، وقد نصّ القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقًا للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

هذه الخطوة التاريخية تحمل أهمية كبيرة في رحلة الجنوبيين نحو استرداد وطنهم وتمكين أصحاب الأرض من إدارتها، وكبح جماح أي محتل يسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره، ويحاول نهب مقدراته، والحديث هنا عن "الشرعية المخترقة إخوانيًّا".

الكرة الآن أصبحت في ملعب الجنوبيين، وأصبح الوضع الراهن يستلزم تكاتفًا شعبيًّا ضخمًا وراء القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحصين الوطن من المؤامرة الإخوانية، وهو ما تجسّد على الأرض في الدعم الهائل للقرار السياسي.

الجنوبيون أصبحوا في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.