إرهاب حوثي يستهدف المدنيين.. كيف تخرق المليشيات هدنة التحالف؟
عبر سلسلة من التصعيد العسكري الذي يستهدف المدنيين، تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران خرق الهدنة التي أعلنها التحالف العربي، واستهدفت وقف إراقة الدماء.
ففي أحدث الانتهاكات الحوثية، اعتدت المليشيات المدعومة من إيران، بالقصف الثقيل على مديرية حيس جنوب الحديدة.
وهاجمت المليشيات الإرهابية، بحسب مصادر محلية، الأحياء في المديرية بقذائف مدفعية الهاون عيار 82 وعيار 120 وبقذائف مدفعية الهاوزر.
وأوضحت المصادر أن عناصر المليشيات فتحت النيران من مناطق تمركزها على منازل المواطنين بالأسلحة الرشاشة المتوسطة.
كما هاجمت مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، أحياء سكنية في مديرية الدريهمي، بمحافظة الحديدة.
وبحسب مصادر محلية في المدينة، فتحت المليشيات النار من أسلحة ثقيلة وقصفت المدنيين بالهاون وقذائف الآر بي جي.
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على خبث نواياها وعملها على التصعيد العسكري على النحو الذي يطيل أمد الحرب.
وفيما أعلن التحالف العربي عن هدنة إنسانية علقت عليها الآمال لأن تتوقف الحرب، فردّت المليشيات عليها بالكثير من الخروقات التي فضحت إرهاب هذا الفصيل.
وفجر أمس الجمعة، وثق التحالف العربي ألفين و29 خرقًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، منذ إعلانه وقف إطلاق النار في التاسع من أبريل الماضي.
وقال التحالف في بيان، إنّ انتهاكات المليشيات الجوثية شملت الأعمال العسكرية واستخدام الأسلحة والصواريخ الباليستية، وجدد التزامه بوقف النار ودعم جهود المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، مشددا على تمسكه بحق الرد المشروع للدفاع عن النفس.
والجمعة قبل الماضية، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، أن قيادة قوات التحالف قررت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر.
وقال العقيد المالكي إن: "قيادة التحالف العربي تجدد التأكيد على أن الفرصة لاتزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني".
وانتهت الخميس قبل الماضي، هدنة كان قد أعلنها التحالف قبل أسبوعين، إلا أنّ المليشيات الحوثية مارست العديد من الانتهاكات والخروقات لبنود هذه الهدنة التي علقت عليها الآمال لوقف الحرب الدائرة منذ ست سنوات.
وتبرهن الخروقات الحوثية المتواصلة للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي، الوجه الإرهابي للمليشيات وسعيها نحو إطالة أمد الحرب.
وفيما نُظر إلى الهدنة بأنّها فرصة حقيقية نحو إحلال السلام ووقف الحرب بعدما تضرر ملايين السكان من آثارها، إلى أنّ الخروقات الحوثية المتواصلة أطلقت فجّرت هذه الآمال، حيث برهنت المليشيات على سعيها لإطالة أمد الحرب.
خطوة التحالف تأتي في وقتٍ أصبح فيه العالم محتلًا من "كورونا"، ذلك الفيروس القاتل الذي غزا أغلب دول العالم وترك وراءه طوفانًا من القتلى والمصابين دون أن يعرف العالم له دواء إلى الآن، وفي ظل تردي البيئة الصحية اليمنية فإنّ الأمر يمثّل كابوسًا لن يتحمله أحد.
إقدام التحالف على الهدنة تُعبّر عن حرصه على حياة الناس، في خطوة لاقت ردود أفعال وترحيبًا على صعيد واسع، على أمل أن تسهم هذه الخطوة في حلحلة سياسية.
في المقابل، فإنّ الرد الحوثي عبر هذا التصعيد العسكري يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل، وأنّ المليشيات لن تسير في طريق السلام، وأنّه مستمرة في إطالة أمد الحرب، وهو ما سيُكبّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.