جنرالات الحرس والأسلحة المهربة.. إيران تُطيل عمر الحوثيين
من جديد، فضحت الإدارة الأمريكية الدعم الذي تقدِّمه إيران عبر الحرس الثوري، للمليشيات الحوثية على النحو الذي مكّن "الأخيرة" من البقاء حتى الوقت الراهن.
السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل قال إنّ وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على مواطن إيراني عراقي وشركة يملكها لتهريب الأسلحة لدى الحوثيين.
وأضاف: "فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أمير ديانات، العميل بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وعلى شركة الطائف لخدمات التعدين التي ينتمي إليها، وذلك لتهريب أسلحة إلى الحوثيين، وانتهاك العقوبات وقوانين غسيل الأموال، وهذا مثال آخر على نفوذ إيران في اليمن.
و"أمير ديانات" هو إيراني عراقي وشركة الطائف يملكها، ويعرف بارتباطه بالحرس الثوري الإيراني.
وفي بيان أصدرته وزارة الخزانة، اتهمت الوزارة شركة الطائف للتعدين بجمع إيرادات للحرس الثوري وتهريب أسلحة إلى الخارج.
وأضاف البيان أن رئيس الشركة مساعد لمسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، وأنه دعم لسنوات عمليات تهريب الأسلحة التي يقوم بها الحرس الثوري، وأشار إلى أنّ "أمير ديانات" مشترك بشكل مباشر في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن.
وتنفي إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة لكن الأمم المتحدة وأمريكا والسعودية ودول أخرى تتهم طهران بدعم الحوثيين بالأسلحة ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار.
ويُمثّل الدعم الإيراني للحوثيين أحد أهم الأسباب التي مكّنت المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الأمد الراهن، وهو ما كبّد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة.
ومؤخرًا، سلّط تقرير أمريكي الضوء على دعم طهران للحوثيين، حيث أكّد معهد "ذي أمريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسة الدولية، وجود مستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة صنعاء، وقد اعترفت إيران بسفير الحوثيين لديها الصيف الماضي.
وقال المعهد إنّ تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين "أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني.
وتحدّث التقرير الأمريكي عن قيام مليشيا الحوثي بالتلاعب بموارد المساعدات الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم، ورأى أنَّ التعليق الجزئي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية الأمريكية على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، يمثل خطوة إيجابية.
وشدد على أنّه يجب على الولايات المتحدة قيادة الجهود للتفاوض على تسويات شاملة لتقليل الصراعات، خاصة حيث يتواجد تنظيما القاعدة وداعش، لأن هذه التنظيمات تتقوى في ظل تلك النزاعات.
إقدام المليشيات الحوثية على مثل هذه الجرائم لم يكن ليحدث من دون حصول هذا الفصيل الإرهابي على دعمٍ واسع من إيران على مدار السنوات الماضية.
وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجّه - في كلمة مصورة - الشكر للدولة التي حافظت على بقاء مليشياته طيلة هذه السنوات، والحديث هنا عن إيران التي حظيت بإشادة خاصة من زعيم المليشيات ووصف موقفها بـ"أوضح وأصدق موقف".
وعلى مدار السنوات الماضية، حظيت المليشيات الحوثية بصنوفٍ عديدة من الدعم العسكري من قِبل إيران، على النحو الذي أطال من عمر هذا الفصيل الإرهابي.
وكانت إيران قد حاولت إخفاء دعمها المسلح للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، خرجت طهران بتصريح غير معتاد، كشفت فيه عن دعمها لهذا الفصيل الإرهابي، وقد كان ذلك في فبراير الماضي.
ففي أول مرة تكشف فيها إيران عن مدى قدرة تواجدها الفعلي في اليمن منذ بدأت الحرب قبل خمس سنوات، أكّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إنّ طهران تمكَّنت من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين واليمن عبر قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في إطار مساعيها لتصدير الثورة الإيرانية.
رضائي في مقابلة بثتها قناة الميادين، هاجم السعودية وزعم أنّ المملكة تعرضت لضعف شديد وباتت غير قادرة على مواجهة دولة فقيرة كاليمن، وأضاف: "الخطوة الثانية للثورة الإيرانية بدأت بمواجهة اقتصادية وسياسية وعسكرية جادة مع أمريك.. هدف إيران في المواجهة الجديدة هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة ونحن جادون للغاية".
ويمكن القول إنّ الدعم الإيراني للحوثيين على مختلف الأصعدة مثّل أحد أهم الوسائل التي مكّنت المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.