رسائل الخبث الحوثي.. لماذا تصر المليشيات على خرق الهدنة؟

الجمعة 15 مايو 2020 15:13:57
 رسائل الخبث الحوثي.. لماذا تصر المليشيات على خرق الهدنة؟

بشكل يومي، تصر المليشيات الحوثية الموالية لإيران على أن تبعث برسائل تفصح فيها عن خبث نواياها وعملها على إطالة أمد الحرب بشتى الطرق، ويتضح ذلك في الخروقات المتواصلة للهدنة التي أعلنها التحالف العربي في أبريل الماضي.

ففي بيان له، أعلن التحالف العربي، أن عدد خروقات مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، لوقف النار أمس الخميس بلغ 40 انتهاكًا.

وكشف بيان عن التحالف عن ارتفاع عدد انتهاكات المليشيات للتهدئة إلى ثلاثة آلاف و٣٠٨ خروقات، منذ إعلان التهدئة في الثامن من أبريل الماضي.

ميدانيًّا، هاجمت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، خلال الساعات الماضية، الأحياء السكنية في مديرية حيس، بمحافظة الحديدة.

وقصفت بمدفعية الهاون، الثقيل عيار 120، بحسب مصادر محلية، أحياء سكنية في مدينة حيس.

وقالت المصادر إن عناصر المليشيات الإرهابية فتحت النار من سلاح مضاد للطائرات عيار 23 على المواطنين بشكل عنيف.

وقصفت مليشيا الحوثي، القرى السكنية في مديرية الدريهمي بقذائف الهاون والهاوزر ونيران الأسلحة الرشاشة.

وأكدت مصادر محلية في الدريهمي أنَّ المليشيات الإرهابية قصفت القرى السكنية في المديرية بـ 6 قذائف هاون عيار 120 وقذيفتي هاوزر في الوقت الذي فتحت فيه نيران أسلحتها الرشاشة عيار 14,5 صوب منازل المواطنين بشكل عشوائي وهستيري.

وأوضحت المصادر أن القصف تسبب في حالة من الرعب والذعر والهلع في صفوف المدنيين، مما ينذر بنزوحهم خوفا على حياتهم وأسرهم.

كان مواطنان قد أصيبا برصاص مليشيا الحوثي في خط حيس الخوخة ضمن سلسلة الجرائم التي تجسدها المليشيا بحق المدنيين في مختلف مناطق الحديدة، في ظل الصمت الدولي والأمم المتحدة، رغم تمديد التحالف العربي لوقف إطلاق النار الشامل.

وفي خرق آخر، واصلت مليشيا الحوثي، قصف الأحياء السكنية في مديرية التحيتا والجبلية، بمحافظة الحديدة.

وكشفت مصادر محلية، في المديرية عن اعتداء المليشيات الإرهابية على أحياء جنوب مركز المدينة، بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120.

وقالت إنّ المليشيات هاجمت بلدة الجبلية بمديرية التحيتا، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة والأسلحة القناصة على مزارع المواطنين في البلدة.

وبشكل يومي، تمارس المليشيات الحوثية الموالية لإيران كثيرًا من الخروقات لبنود الهدنة التي أعلنها التحالف، في مساعي من هذا الفصيل من أجل إطالة أمد الحرب.

وفي 24 أبريل الماضي، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، أن قيادة قوات التحالف قررت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر اعتبارًا من "23 أبريل".

وقال العقيد المالكي إنّ "قيادة التحالف العربي تجدد التأكيد على أن الفرصة لاتزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني".

وكثَّفت المليشيات من جرائمها التي تستهدف المدنيين من أجل إطالة أمد الحرب عبر تكبيدهم مزيدًا من الأعباء، وكذلك العمل على ترهيبهم بما يضمن وأد أي حركة معارضة قد تندلع ضد المليشيات.

وزادت المليشيات الحوثية من جرائم الاعتداء على الأحياء السكنية، على النحو الذي يفضح إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران، ضمن جرائم وثّقتها التقارير الدولية دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات.

الجرائم الحوثية المروعة لم تعد تثير أي استغراب، لكن الأكثر ريبة هو استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.

ولعل الانتقاد الأكبر الموجّه للأمم المتحدة هو تغاضي المنظمة الدولية عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وهو ما نُظر إليه بأنّه موافقة صريحة على الانتهاكات الحوثية المتواصلة التي كبدت المدنيين أفدح الأثمان.

ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.

لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.