تفشي كورونا في مناطق الحوثي.. هل خرجت الأمور عن السيطرة؟
تسير أزمة جائحة كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية في اتجاه الخروج عن السيطرة، بسبب الزيادة المتواصلة للحالات المصابة بالفيروس المستجد الذي هزّ العالم أجمع.
ففي تصريحات لـ"المشهد العربي"، كشف مصدر طبي في صنعاء، عن تسجيل حالات إصابة يومية بفيروس كورونا، وقال إنَّ المختبر المركزي يجري فحوصات يومية لعشرات الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا.
وأكد المصدر أن متوسط الحالات الإيجابية التي يسجلها يوميا تصل في المتوسط إلى خمس حالات، وشدد على تراجع قدرة مركزي العزل في مستشفى الكويت والشيخ زايد على استقبال المزيد من مرضى الفيروس التاجي .
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي أقرت نظامًا جديدًا جراء تزايد الحالات، وهي ابقاء الحالات ذات الأعراض الخفيفة في الحجر المنزلي.
وعلى الرغم من هذه الزيادة المطردة في عدد الإصابات، تواصل المليشيات الحوثية تعامل المريب مع أزمة تفشي فيروس كورونا، على النحو الذي يهدِّد بانتشار الجائحة لتصل وضعًا لن يكون من السهل السيطرة عليه.
وسبق أن كشفت مصادر طبية محلية ودولية عن وجود ما لا يقل عن 100 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
وأوضحت المصادر أنّ المليشيات الحوثية تصادر هواتف الأطباء، وتهددهم لمنعهم من الإفصاح عن عدد الحالات، كما اعتقلت طبيبين بينهم كبير أطباء، وألزموه بكتابة تعهد بعدم الإفصاح عن أي معلومة.
وأكدت بيانات رسمية من عدة مستشفيات وفاة 17 شخصا مصابا بالفيروس، وإصابة نحو 100 شخص بينهم 61 رجلا، ونحو 40 من النساء والأطفال.
ورجحت المصادر وفاة عدد كبير من المرضى بسبب الفيروس دون أن يتمكنوا من فحص حالاتهم، بسبب الإجراءات القمعية للحوثيين.
في سياق متصل، كشفت وكالة "رويترز" عن أرقام مفزعة لبعض الضحايا الذين يلاقون مصيرهم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، بينما يرفض الحوثيون المدعومون من إيران الإعلان عنهم.
ونقلت الوكالة عن مصدرين طبيين في صنعاء أنّهما شاهدا 20 مريضا غيرهم وعليهم أعراض مشابهة وأنّ هؤلاء المرضى توفوا في ذلك المستشفى.
وأضافت الوكالة عن مصدرين آخرين تحدثا عن أنهما على علم بما لا يقل عن 30 حالة اشتباه في الإصابة بالفيروس تم استقبال أصحابها في مستشفى آخر بصنعاء هو مستشفى الشيخ زايد وقالا إنه لم يتم إطلاع المنظمة أيضا على نتائج فحوص تلك الحالات.
وأكّدت "رويترز" نقلًا عن تلك المصادر، أنّ عدد الأفراد الذين يعتقد أنهم مصابون بفيروس كورونا وعدد الوفيات التي يشتبه أنها ناتجة عن الإصابة به أكبر مما تمّ إعلانه حتى الآن في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن الفيروس آخذ في الانتشار.
وبحسب المصادر، فإنّ مليشيا الحوثي رفضت اطلاع منظمة الصحة العالمية على نتائج اختبارات لما لا يقل عن 50 مريضًا آخرين ظهرت عليهم أعراض مرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بالفيروس في مستشفى الكويت في صنعاء.
وترفض وزارة الصحة التابعة للمليشيات الحوثية إطلاع الأطباء ومنظمة الصحة العالمية على نتائج الاختبارات عندما تكون إيجابية، بحسب أحد المصادر، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية بحسب الوكالة أن التفشي الفعلي للوباء بات يحدث الآن.
وعلى الرغم من أنّ المليشيات تعهّدت في وقتٍ سابق بالتعامل بشفافية فيما يتعلق بأزمة كورونا، إلا أنّه لا يمكن الثقة بحالٍ من الأحوال في أي تعهُّد للحوثيين لأنّ المليشيات تمارس نوعًا من التضليل قد يحرق الجميع.
وكشفت مصادر مطلعة عن أسباب توقف تعليق منظمة الصحة العالمية لنشاط موظفيها في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وقالت المصادر إنَّ منظمة الصحة زوَّدت اليمن بأكثر من 50 ألف فحص لفيروس كورونا بينها 20 ألف فحص لوزارة الصحة في صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.
وأضافت أنَّ المليشيات أبلغت المنظمة بنفاد الفحوصات وطلبت كمية جديدة منها، موضحةً أنَّ منظمة الصحة العالمية طلبت من وزارة الصحة الخاضعة للمليشيات تزويدها بنتائج الفحوصات السابقة إلا أنها رفضت خوفا من انكشاف، الأمر وهو ما دفع المنظمة إلى تعليق عملها في مناطق سيطرة الحوثيين قبل أن تعلن عن إعادة عملها بعد تعهد حوثي بالشفافية في الإعلان عن حالات كورونا.
وتصر المليشيات الحوثية على إخفاء الحقائق ضمن تعاملها المروّع مع أزمة كورونا، على النحو الذي قد ينشر الجائحة على صعيد أوسع نطاقًا.
وتواصل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تكتمها على حالات الإصابة بفيروس كورونا في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها.
ودأبت المليشيات على إخراج جثث ضحايا الفيروس من مستشفيي الثورة العام وجبلة، خلسة لأهالي المتوفين، بعد تحذيرهم من الإفصاح عن أي معلومات عن حالات ذويهم.
وكشفت مصادر عن وفاة شاب مشتبه في إصابته بفيروس كورونا، مشيرةً إلى أنه كان يعمل في إحدى المنظمات، وخالط الكثيرين قبل ظهور الأعراض عليه.
وضمن التعامل الحوثي المريب، لم تمنع جائحة كورونا التي تفشت بشكل واضح في مناطق المليشيات، من أن تتوسّع في طائفيتها البغيضة.
وهذا الأسبوع، كشفت مصادر محلية عن تجاهل مليشيا الحوثي للإجراءات الاحترازية من وباء كورونا وتحذيرات منظمة الصحة الداعية إلى عدم الازدحام، حيث عمدت إلى إقامة دوراتها في شوارع وأحياء صنعاء.
وقالت المصادر إنَّ مليشيا الحوثي تطالب الأهالي بالامتناع عن الخروج أحيانًا فيما يطرقون عليهم الأبواب لحضور أمسيات دينية، شبيهة بأعراس النساء، ويتم فيها تناول القات والتدخين (المداعة) وتقوم إحدﻯ "الزينبيات" بإلقاء محاضرة عن المسيرة القرآنية، ويتم ترديد الصرخة بين فقرة وأخرى.
وأضافت أنّ إقامة التجمعات النسوية فرضت على كل حارة وأن يتم اختيار منزل أو أكثر ليتم فيه بشكل يومي إلقاء الفعاليات الطائفية تتفيذا لأوامر مليشيا الحوثي.
إقدام الحوثي على تنظيم هذه التجمعات في صنعاء تأتي في وقتٍ شهدت فيه المحافظة تفشيًّا ملحوظًا لجائحة كورونا، حيث أفادت مصادر طبية، اليوم الجمعة، بأنّ صنعاء تسجل عشرات الإصابات بفيروس كورونا يوميًّا، ولكن الحوثيين مصممون على إنكار الحقيقة، ويتكتمون على الجائحة التي باتت تضرب معظم أحياء المدينة التي حوّلوها إلى بؤرة لانتشار الوباء.