المظاهرات المشبوهة.. خطوة جديدة في مؤامرة الشرعية على عدن (تحليل)
بعدما فشلت مؤامرة حكومة الشرعية بالنيل من العاصمة عدن عسكريًّا، فإنّ الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي أشهرت سلاحًا آخر، تجلّى في بث القلاقل عبر دفع عناصر مشبوهة تحصل على أموالٍ مقابل الخروج في "تظاهرات"، في محاولة للنيل من القيادة السياسية الجنوبية.
الحديث عن دعوة المدعو أحمد الميسري الذي حرّك عناصر مشبوهة من أجل التظاهر في العاصمة عدن، في محاولة للتصوير بأنّ هناك من يعارضون المجلس الانتقالي، ومن ثم تكتمل بنود المؤامرة عبر استهداف هذه المجاميع من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية في محاولة مفضوحة لصنع الفوضى.
الدعوة المشبوهة الصادرة عن الميسري تبرهن على خبث نوايا الشرعية، وأنّها لا تشغل بالًا بتفشي جائحة كورونا في الجنوب وتحديدًا العاصمة عدن، لا سيّما في ظل التأكيدات الدولية من قِبل المنظمات المعنية بأهمية التباعد الاجتماعي من أجل كبح جماح تفشي كورونا.
ودون مراعاة لهذا الخطر الكبير، فإنّ "إخوان الشرعية" يبرهنون على أنّهم على استعداد لعمل أي شيء مقابل تحقيق مصالحهم وإنجاز الحلم الأكبر المتمثّل في السيطرة على العاصمة عدن.
الناشط السياسي المحامي يحيى غالب علّق على دعوة المدعو الميسري بالخروج في تظاهرات بعدن رغم تفشي وباء كورونا المستجد فيها، مؤكدا أنها أول حكومة تتاجر بأرواح الناس.
وكتب "غالب" في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": ": "أول حكومة بالعالم تساند فايروس كورونا، وتدعي الناس للخروج من منازلهم للتظاهرات رغم عدم شعبيتها".
وأضاف المحلل السياسي: "أول وزير داخلية بالعالم يؤيد الخروج للشوارع وكسرحظر التجوال والعزل الصحي وتشجيع المخالطة وتلاقح الوباء في مدينة موبوءة يموت فيها العشرات يومياً".
بدوره، كشف رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، عن مؤامرة المدعو الميسري ضد الجنوب، وذلك عقب الهزائم المدوية التي لحقت بمليشيا الإخوان على يد القوات المسلحة الجنوبية.
وقال "بن فريد" في تغريدة عبر "تويتر": "بعد أن تبجحوا بأنهم سيدخلون عدن فاتحين بحدهم وحديدهم خلال ٢٤ ساعة، فشلوا في التقدم حتى كيلو متر واحد خارج قرن الكلاسي لمدة ١٠ أيام".
وأضاف: "مع وصول الزبيدي إلى الرياض،لم يعد أمام الميسري وعصابته إلا أن يحاول مرة أخرى الدفع بمجاميع مستأجرة في كريتر كي تهتف له بأن يعود ويضربهم حتى يشبع".
تحريك البند السياسي المشبوه في مؤامرة الإخوان الخبيثة على الجنوب يأتي بعدما فشلت حكومة الشرعية وانكسرت عسكريًّا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث عمدت إلى تصعيد الوضع عسكريًّا، لكنّها منيت بخسائر ضخمة من قِبل القوات الجنوبية التي استطاعت بكل بسالة الدفاع عن نفسها وأرضها وإفشال مؤامرة الإخوان القذرة.
تواصل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، تحشيد عناصرها الإرهابية ضمن مؤامرتها الخبيثة التي تستهدف العاصمة عدن والجنوب بشكل عام.
وفي هذا الإطار، حذَّر مسؤول عمليات اللواء الأول مكافحة الإرهاب بمحافظة أبين النقيب موسى البيتي من خطورة تهريب المليشيات الإخوانية الإرهابية لعناصرها عبر البحر.
وكشف النقيب في بيان، عن فرار العشرات من العناصر المسلحة التي تنتمي إلى الجماعات الإرهابية والمغربب بهم من جبهات القتال من مدينة شقرة الساحلية عبر البحر إلى العاصمة عدن.
وأكّد القائد العسكري أنّ عمليات الفرار تتم عبر البحر والطرق الجبلية والصحراوية وصولًا إلى العاصمة عدن، داعيًّا الجهات الأمنية إلى المزيد من اليقظة وأخذ الحيطة والحذر من هروب هذه الجماعات إلى العاصمة، والقيام بعمليات إرهابية تضر بالأمن في عدن، وتسبب إقلاق سكينة المواطن.
وشهدت الأيام الماضية على تحركات خبيثة من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التي حرّكت عناصرها صوب محافظة أبين، ضمن بنود مؤامرة كبيرة تستهدف زعزعة أمن الجنوب مجملًا، في وقت تترك فيه "الشرعية" محافظات الشمال للحوثيين يسرحون ويمرحون بها.
ومن خلال تنسيق مع قطر وتركيا، أطلقت حكومة الشرعية عمليات إرهابية استهدفت اجتياح العاصمة عدن عبر محافظة أبين، وتجلّى ذلك في مهاجمة قرى مأهولة بالسكان في الشيخ سالم ومحيط مدينة زنجبار، وقامت المليشيات الإخوانية باستفزاز القوات الجنوبية.
المؤامرة الإخوانية اعتمدت على الدفع بالعديد من العناصر الإرهابية من مأرب وعناصرها المتطرفة التي زجّت بها في شبوة ووادي حضرموت، بغية التصعيد العسكري، تمهيدا للهدف النهائي باجتياح العاصمة عدن.
تحركات مليشيا الشرعية الإخوانية استدعت استنفارًا أمنيًّا كبيرًا من قِبل القوات المسلحة الجنوبية، التي عملت على الانتشار في العاصمة عدن، بالإضافة إلى إعادة تموضع في أطراف شقرة ضمن جهود الجنوب للدفاع عن نفسه وصد المؤامرة التي تحاك ضد شعبه.
كما أنّ التحركات الإخوانية الخبيثة كلها تندرج في إطار الخروقات المتواصلة من قِبل حكومة الشرعية لبنود اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، وقد تضمّن الاتفاق انسحاب عناصر المليشيات من شقرة وعودتها إلى البيضاء ومأرب.
وعلى الرغم من انقضاء المدة الزمنية للاتفاق، إلا أنّ المليشيات الإخوانية تصر على التصعيد، وتعمل على استفزاز الجنوبيين وصولًا إلى اجتياح العاصمة عدن والسيطرة عليها.
ومن هذا المنطلق، تكشفت ملامح المؤامرة على الجنوب، وتيقن الجميع أنّ العاصمة عدن تمثل الهدف الاستراتيجي لحكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.