دلالات مقتل العياشي.. بين استهداف الجنوب وسيناريو حجور في البيضاء
حملت واقعة مقتل قيادي إخواني في جبهة أبين، الكثير من الدلالات ضمن العدوان المسعور الذي تشنه مليشيا الشرعية ضد الجنوب.
في التفاصيل، لقي القيادي في مليشيا الإخوان الإرهابية، سالم محمّد عبدالله العياشي، قائد مدفعية اللواء 153، مصرعه في مواجهات مع القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الطرية، بمحافظة أبين.
ويعتبر العياشي، المنحدر من محافظة البيضاء، أحد القيادات العليا في حزب الإصلاح الحاضنة السياسية لمليشيا الإخوان الإرهابية، التابعة لحكومة الشرعية.
العياشي من هو "البيضاء"، وكان يفترض أن يكون على جبهات القتال في المحافظة التي يفترض أن تشعل فيها الشرعية مواجهة مع المليشيات الحوثية.
وجود هذه القيادات العسكرية البارزة التابعة لمليشيا الشرعية في الجنوب يبرهن على أنّ "الشرعية" أقدمت على تحريف بوصلة الحرب، وأنّ عداءها موجه ضد الجنوب ولا ترمي إلى تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية.
اللافت أكثر أنّ "الشرعية" تحشد أذرعها الإعلامية من أجل تكرار سيناريو حجور في محافظة البيضاء، فهي من جانب تعمل على تكوين حشد شعبي في مواجهة الحوثيين، ثم تتخلى عن المدنيين في وقتٍ لاحق، على النحو الذي يضعهم في وجه المدفع الحوثي وحدهم.
ولا أدلّ على ذلك مما تعرّضت له قبائل حجور عندما تركتها حكومة الشرعية، تذوق مرارة الإرهاب الحوثي، وهو ما كبّد المدنيين أبشع الأثمان.
الشرعية تملك باعًا طويلة من الخيانات العسكرية، وتآمرت على مدار السنوات الماضية ضد التحالف العربي وسلّمت العديد من المواقع الاستراتيجية لصالح المليشيات الحوثية.
وفيما رعت المملكة العربية السعودية اتفاقًا في العاصمة الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في نوفمبر الماضي بهدف ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، إلا أنّ الشرعية ارتكبت العديد من الخروقات من أجل إفشال هذا المسار.
وتأكيدًا لهذا النهج الإخواني الخبيث، أشعلت مليشيا الشرعية تصعيدًا مروِّعًا تجلّى في عدوان مسعور ضد الجنوب عبر تحركات في محافظة أبين ضمن مخطط يستهدف إحداث فوضى أمنية في العاصمة عدن، بغية السيطرة عليها.
وشهدت الأيام الماضية على تحركات خبيثة من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التي حرّكت عناصرها صوب محافظة أبين، ضمن بنود مؤامرة كبيرة تستهدف زعزعة أمن الجنوب مجملًا، في وقت تترك فيه "الشرعية" محافظات الشمال للحوثيين يسرحون ويمرحون بها.
ومن خلال تنسيق مع قطر وتركيا، أطلقت حكومة الشرعية عمليات إرهابية استهدفت اجتياح العاصمة عدن عبر محافظة أبين، وتجلّى ذلك في مهاجمة قرى مأهولة بالسكان في الشيخ سالم ومحيط مدينة زنجبار، وقامت المليشيات الإخوانية باستفزاز القوات الجنوبية.
المؤامرة الإخوانية اعتمدت على الدفع بالعديد من العناصر الإرهابية من مأرب وعناصرها المتطرفة التي زجّت بها في شبوة ووادي حضرموت، بغية التصعيد العسكري، تمهيدا للهدف النهائي باجتياح العاصمة عدن.
من منطلق الدفاع عن النفس وصد العدوان على الأرض، تواصل القوات المسلحة الجنوبية التصدي ببسالة كبيرة للاعتداءات التي تشنها المليشيات الإخوانية الإرهابية ضد الجنوب والتي استعرت فيه الأيام القليلة الماضية.