توقف جولات غريفيث المكوكية إلى صنعاء.. هل انتهت آمال السلام؟
توقفت جولات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء منذ تفشي فيروس كورونا حول العالم، وهو ما انعكس على انحصار جهود السلام في اليمن، إذ كان الهدف من تلك الزيارات الضغط على العناصر المدعومة من إيران لتنفيذ بنود اتفاق السويد، غير أن توقفها دفع المليشيات لمضاعفة جرائمها الإرهابية، وبدا أن الأمم المتحدة غير قادرة على ممارسة ضغوطات حقيقة عليها.
وبالرغم من أن المليشيات الحوثية طالما ضربت عرض الحائط بزيارات غريفيث إلى صنعاء غير أنها كانت تتحسب ردة الفعل الدولية على جرائمها، فيما تقوم حالياً بتصعيد عملياتها العسكرية في الحديدة في ظل إدراكها بأن الأمم المتحدة لن تستطيع إجبارها على شيء، وهو ما دفع طارق صالح عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، للتأكيد على أن اتفاق ستوكهولم يلفظ أنفاسه الأخيرة جراء الاختراقات اليومية للميليشيات الحوثية وعدم إحراز أي تقدم في تنفيذ بنود الاتفاق.
وحذرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية من استمرار مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مراوغاتها الرامية إلى إطالة أمد الحرب، وإفشال الجهود المبذولة لوقف القتال، مشيرة إلى أن الحوثيين لا يرغبون في السلام، ولا يكترثون بمعاناة اليمنيين.
وأبرزت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء - أن المليشيا الإرهابية ليست حريصة على إحلال السلام بقدر سعيها لتنفيذ أجندة إيران في المنطقة بعيدا عن أي شعور بالمسؤولية تجاه الأزمة الإنسانية.
ولفتت "الشرق الأوسط" إلى تهديدات عدد من قادة المليشيا الإرهابية باللجوء للتصعيد الميداني، وذلك في سياق تهربها من التعاطي الجاد مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الرامية لوقف القتال وتوحيد الجهود لمواجهة تفشي وباء "كورونا".
وأضافت الصحيفة أن التهديدات الحوثية شملت التوعد بإشعال المعارك على نطاق واسع. وأوضحت أنها جاءت عقب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار الأحادي الجانب المعلن من قبل التحالف العربي، والذي استمر ستة أسابيع دون أن تقابله المليشيا الحوثية بالمثل.
وشددت الصحيفة على أن المليشيا الحوثية قامت بخرق وقف إطلاق النار الأحادي خلال شهر نحو 4 آلاف مرة، وشملت تلك الخروق شن الهجمات، وإطلاق الصواريخ، واستهداف المدنيين، وهو مؤشر يرى فيه المراقبون دليلا على عدم نية المليشيا الذهاب إلى طريق السلام.
فيما كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن مواصلة المبعوث الأممي مارتن غريفيث لقاءاته الافتراضية مع ممثلي مليشيا الحوثي الإرهابية؛ لإقناعهم بسحب اعتراضاتهم على خطته المعدلة لوقف القتال.
وأوضحت الصحيفة، أن القبول بالخطة من قبل مليشيا الحوثي يستلزم ضغوطاً ميدانية من خلال خسائر عسكرية لها، وشددت على أن المبعوث الأممي يحتاج لعوامل ضغط، حتى ينتزع موافقة المليشيات على خطته الهادفة أساساً إلى توحيد الجهود لمواجهة "كورونا".
وأكد العميد طارق صالح خلال زيارته التفقدية للواء التاسع، أن اتفاق السويد فقد مبرراته السياسية والإنسانية بعد أن تحول إلى غطاء للميليشيات الحوثية لاستمرار استهدافها لقرى ومنازل ومزارع المواطنين ومواقع القوات المشتركة وأداة لتنفيذ جرائمها بحق المدنيين ومضاعفة المعاناة الإنسانية لأبناء محافظة الحديدة.
وأشار إلى أن الحوثي استفاد من اتفاق السويد وتراخي الأمم المتحدة في تنفيذ بنوده التي تنص على الانسحاب من مدينة الحديدة وموانيها لتكريس سيطرته على المدينة، ونهب خيراتها، ونهب الإيرادات وكذلك استمرار تهريب الأسلحة الايرانية، وتصعيد عدوانه على الأبرياء في باقي المناطق المحررة.