قراءة في التبجُّح الحوثي.. المليشيات نحو مزيدٍ من التصعيد

الأربعاء 27 مايو 2020 15:08:00
قراءة في التبجُّح الحوثي.. المليشيات نحو مزيدٍ من التصعيد

بالتزامن مع انقضاء الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي وقفًا لإطلاق النار، فإنّ المليشيات الحوثية ردّت على ذلك بسلسلة متواصلة من الخروقات، وقد أتبعت ذلك بتهديدات نحو مزيدٍ من التصعيد.

التهديدات الحوثية صدرت على لسان الناطق باسم المليشيات المدعو محمد عبد السلام فليتة الذي يُنظَر إليه بأنّه وزير الخارجية الفعلي للمليشيات، حيث لوّح للتصعيد العسكري في المرحلة المقبلة في العمليات ضد التحالف العربي.

التلويح الحوثي كرّره القيادي بالمليشيات، وهو المدعو حسين العزي المعيّن نائبًا لوزير خارجية المليشيات، بإشعال المعارك على نطاق واسع، زاعمًا أنّ المليشيات نفد صبرها.

التصريحان الحوثيان يُشيران إلى مرحلة جديدة من دراما الحرب الحوثية، فالمليشيات التي تعتمد على الأكاذيب على صعيد واسع، تهدِّد بمزيدٍ من التصعيد، على الرغم من أنّ تصعيدها العسكري لا يتوقّف على الأرض.

وإذا كانت المليشيات الحوثية قد ارتكبت أكثر من أربعة آلاف للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي في أبريل الماضي، فإنّ اتفاق السويد مثّل الدليل الأكبر في سلسلة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الحرب.

فالاتفاق الموقع في ديسمبر 2018، خرقته المليشيات الحوثية بأكثر من 15 ألف انتهاك، على الرغم من أنّ هذا المسار نُظِر إليه بأنّه الخطوة في مسار إحلال السلام، إلا أنّ المليشيات الموالية لإيران أفشلت هذا المسار بسبب الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات.

الجانب الآخر من المشهد يتمثّل في التعاطي الأممي مع الوضع الراهن، فالأمم المتحدة من خلال مبعوثها مارتن جريفيث لا يزال ينفّذ استراتيجية "رخوة" لا تُظهِر العين الحمراء للمليشيات الحوثية على جرائمها العديدة، وهو ما يُفشِل أي جهود أممية في هذا الصدد.

ولم تنجح الدعوات العديدة التي أطلقت من أجل استغلال جائحة كورونا من أجل استراحة تحصل عليها الحرب وقد طال انتظارها، حيث تصر المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري المروّع على النحو الذي يعقِّد من المشهد الذي لا يبدو أنّه يحتاج مزيدًا من التعقيد في الوقت الراهن.