حرب اليمن ونافذة الحل السياسي.. بارقة أمل يمنحها التحالف

الأحد 31 مايو 2020 02:38:59
 حرب اليمن ونافذة الحل السياسي.. بارقة أمل يمنحها التحالف

في الوقت الذي يتصدّى فيه التحالف العربي للإرهاب الحاد الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران، فإنّه لا يزال يُفسِح المجال أمام الحل السياسي المأمول.

ففي إعلان سعودي جديد، أكّد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبدالله الربيعة، أن المملكة العربية السعودية تعمل بجد للمساعدة في إيجاد حل سياسي باليمن.

وقال الربيعة، في بيان، إنَّ السعودية من أكبر المانحين للخطط الإنسانية في اليمن، مبيناً أن الاحتياجات الإنسانية للسكان تشكل أولوية بالنسبة للمملكة.

وتمنى الربيعة، أن يحظى مؤتمر المانحين باهتمام من المجتمع الدولي والدول المانحة على مستوى العالم، بالرغم من الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا.

إقدام السعودية على إتاحة الفرصة نحو الحل السياسي أمرٌ ليس بالجديد، ولعل الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي خلال الأسابيع الماضية، خير دليل على أنّ التحالف يسعى لتحقيق الاستقرار وبالتالي إفساح المجال أمام الحل السياسي.

وفي مقابل هذه الهدنة، فقد جاء الرد الحوثي غاشمًا عبر سلسلة طويلة من الخروقات التي تخطّت الـ4000 خرق لهدنة وقف إطلاق النار، وهو ما بعث برسالة عسكرية مفادها أنّ المليشيات تصر على السير في طريق التصعيد الخبيث.

وقبل أيام، جدّد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الدعوة للأطراف المتحاربة في مناطق الصراع وبينها اليمن لوقف القتال.

وشدد على ضرورة الالتزام الفوري وغير المشروط بالسماح بإمدادات المساعدات والموظفين للوصول إلى المحتاجين، ولفت المسؤول الأممي إلى أهمية تعليق الحرب؛ لمساعدة الأنظمة والمجتمعات الصحية الهشة بالفعل على التعامل مع "كورونا".

وكثيرًا ما وجّهت الأمم المتحدة دعوات ومناشدات لوقف إطلاق النار في اليمن، وخيرًا فعل التحالف العربي عندما أعلن مؤخرًا عن هدنة إنسانية لإتاحة الفرصة من أجل مواجهة جائحة كورونا، إلا أنّ المليشيات الحوثية دأبت على خرق هذه الدعوات، عبر سلسلة طويلة من التصعيد العسكري.

وفيما ردّت المليشيات على هدنة التحالف بسلسلة طويلة من الخروقات العسكرية، فقد أتبعت ذلك
بتهديدات نحو مزيدٍ من التصعيد.

التهديدات الحوثية صدرت على لسان الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام فليتة الذي يُنظَر إليه بأنّه وزير الخارجية الفعلي للمليشيات، حيث لوّح للتصعيد العسكري في المرحلة المقبلة في العمليات ضد التحالف العربي.

التلويح الحوثي كرّره القيادي بالمليشيات، وهو المدعو حسين العزي المعيّن نائبًا لوزير خارجية المليشيات، بإشعال المعارك على نطاق واسع، زاعمًا أنّ المليشيات نفد صبرها.

التصريحان الحوثيان يُشيران إلى مرحلة جديدة من دراما الحرب الحوثية، فالمليشيات التي تعتمد على الأكاذيب على صعيد واسع، تهدِّد بمزيدٍ من التصعيد، على الرغم من أنّ تصعيدها العسكري لا يتوقّف على الأرض.

وإذا كانت المليشيات الحوثية قد ارتكبت أكثر من أربعة آلاف للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي في أبريل الماضي، فإنّ اتفاق السويد مثّل الدليل الأكبر في سلسلة الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الحرب.

فالاتفاق الموقع في ديسمبر 2018، خرقته المليشيات الحوثية بأكثر من 15 ألف انتهاك، على الرغم من أنّ هذا المسار نُظِر إليه بأنّه الخطوة في مسار إحلال السلام، إلا أنّ المليشيات الموالية لإيران أفشلت هذا المسار بسبب الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات.